برق
الشرق
الدومري
!! عظم الله أجركم
عظم
الله أجركم.. فالطبع يغلب التطبع، إن
كان ثمة تطبع. فالقوم ليسوا محتاجين
إلى ما تظنون من تصنع. والمطالب
الأمريكية الموضوعة كلها في كفة، تخص
بالدرجة الأولى ثلاثة محاور: أمن
إسرائيل وأمن الاحتلال في العراق،
والاستمرار في سياسة المطاولة بشأن
الجولان ؛ يقابلها إطلاق اليد في أديم
الشعب السوري، حتى لا يبقى في سورية (دومري)
يعقل أو يفكر أو يدافع.
ونظرية
تحويل إنساننا العربي إلى كائن
بيولوجي، والتي تشكل جوهر المشروع (الأمريكي
ـ الصهيوني)، هي نفس النظرية التي
نقلها أحد المقربين السابقين من
الرئيس الراحل عنه !! هذه النظرية أيضاً
هي جوهر المشروع السياسي الذي قام في
سورية منذ أربعين عاماً. ولعل هذا سر
اللقاء الحميم بين المشروعين: مشروع
الاستبداد ومشروع الاستعمار.
الحديث
عن الانفراج في سورية، هو من قبيل
الكذب على النفس، الذي يطلق عليه
تهذيباً اسم الأمل (واكذب النفس إذا
حدثتها). ولكن الأمل إذا لم يقم على
أرضية موضوعية كان غروراً أو أماني.. (والعاجز من أتبع نفسه
هواها وتمنى على الله الأماني..)
العجز
هو ما يعانيه المثقفون السوريون،
والقوى التي تضطرب في الأجواء، تحاول
أن تشارك في حقن الرأي العام الداخلي
والخارجي بأفيون الأمل والترقب
والانتظار.. وتسليط الأضواء على ما
يسمى (انفراجاً) وإن كان لا يرى إلا
بالمجهر الميكروني.
هكذا
تأتي عملية إغلاق (الدومري) خطوة
ارتدادية، فما تكاد مسيرة يطلق عليها
الإصلاح تتقدم ذراعاً حتى تتراجع
باعاً.. محققة محصلة نهائية تخدم
المشروع الصهيوني والمشروع الأمريكي
على حد سواء، غير مبالية بالوطن الحاضر
والمستقبل، الأرض والإنسان.
نظن
أن التهم التي ستوجه إلى (الدومري)
جاهزة وهي التهم نفسها التي يصوغها
رامسفيلد و(كوندوليزارايز) وشارون
وموفاز.. هي التهم التي سجن لسببها رياض
سيف والحمصي ودليلة وباقي الرفاق.. وهي
نفس التهم التي أخرج بسببها من ديارهم
عشرات الألوف من المواطنين الأبرياء،
وعلق أمثالهم على المشانق في تدمر أو
طمروا في المدافن الجماعية.
الاستبداد
طبيعة والعجيب أن يراهن البعض على
تغيير هذه الطبيعة. لا نملك أخيراً إلا
أن نقول للمتعلقين بحبال الوهم،
والمتسلقين أشعة القمر: عظم الله أجركم
ليس في الدومري وحدها، وإنما في أحاديث
أم عمرو عن الانفراج.
4
/ 8 / 2003
|