برق
الشرق
دروس
مسفوحة!
ريم
م. الأطرش
ها قد دخل
العالم القرن الواحد والعشرين بحربٍ
ضروس ظالمة، تفتك بآلاف الآلاف من
الأبرياء تحت وطأة أسلحةٍ "بالستية"،
عابرة، بعيدة المدى، فتّاكة، أعمَل
الإنسان فكره الشرير وتسابق مع أخيه
الإنسان في صنعها ليجربها على أبناء
جنسه، بلا رحمة ودون ذرة من الإنسانية.
ها قد دخل العالم القرن الواحد
والعشرين وما زال قابيل يقتل أخاه
هابيل، ومازال الأخ يستغل أخاه حتى لو
أدى ذلك إلى إفناء الجنس البشري.
ها قد دخلنا القرن الواحد والعشرين
وما زالت عقلية الاستعمار هي هي، لم
تتغير...
درسنا
في كتب التاريخ عن الاستعمار القديم
والاستعمار الحديث والاستعمار
الاستيطاني...أسماء كثيرة للاستعمار،
إلا أن العقلية واحدة لم تتغير: القوي
يريد السيطرة على الضعيف ونهب ثرواته،
وفتح أسواقه الضعيفة الفقيرة
لمنتوجاته الاستهلاكية الكمالية...ولتحقيق
مصالحه هذه يكون القوي مستعداً دوماً
لأن يمتص دماء الشعوب الضعيفة، وليقوي
عروش أولي أمرها لتزيد في قمعها
لشعوبها واستغلالها لها...ثم حين
تستعصي هذه البلاد الأضعف على ذرائع
هذا القوي المتغطرس المتسلّط، يفتعل
ذرائع أخرى شتّى تبرر شن حربٍ ظالمة
وحشية عمياء، يدفع ثمنها غالياً كل
الأحرار في العالم، وأولهم الآن شعب
العراق الحر.
هذا
من جهة، من جهةٍ أخرى تمر الدروس
التاريخية مسفوحةً دون أن يستفيد منها
معظم أولي الأمر في بلادنا العربية،
وخاصةً منهم أولئك "العُربان" ومن
لفّ لفّهم الذين استنجدوا بالغريب
المستعمر الوحشي خوفاً من "أخيهم"،
فنسوا بيت الشعر القائل:
داري، وإن جارت
علي، عزيزةٌ
وأهلي، وإن ضنوا علي، كرامُ
ونسوا
أيضاً المثل الشعبي الذي يقول: (أنا
وأخي على ابن عمي، وأنا وابن عمي على
الغريب). كما تناسوا الحكمة التي تقول (أُكِلتُ
يوم أُكِل الثور الأبيض).
نعم...مازال
الاستعمار ينسى الدروس التاريخية التي
تقول بأن الاحتلال يرفضه الأحرار؛
ومازال بعض أولي الأمر وأذنابهم
يتناسون الدروس والحكم، فنهمس في
أذنهم ونقول: نحن نعرف تماماً بأنكم
قرأتم كتاب ماكيافيللي الذي يحوي
النصائح للحاكم، اعتماداً على مقولته
البشعة (الغاية تبرر الوسيلة)، ولكننا
ننصحكم أن تقرؤوا دوماً كتاب ( كليلة
ودمنة ) قبل أن تخلدوا إلى النوم!
وحدها الشعوب ما زالت تتعلم من
الدروس التاريخية، فترفض الحروب رفضاً
قاطعاَ، وتقوم الآن في شمال الأرض
وجنوبها وفي مشارقها ومغاربها لتقول (لا)
لهذه الحرب الشرسة الظالمة...
أما
نحن فنأمل من العمال العرب في بلادنا
العربية أن تقاطع كل ما له علاقة
بالمصالح الأنغلو-أميركية في الموانئ،
أسوةً بعمال إيطاليا. كما نعلق آمالاً
على أحرار الشعوب لتُسِقط حكوماتها
التي ورّطت العالم في هذه الحرب القذرة.
فيا
أيها الشعوب الحرة في بريطانيا
وأستراليا وإسبانيا و(الويلات المتحدة)
–وهنا لم أخطئ في الإملاء- قولوا
كلمتكم في هذه الحكومات الفاشية
الغاشمة...أسقطوها، فهي ستسقط في كل
الأحوال على أرض بلاد الرافدين
الحبيبة!
21/04/2003
المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
|