فاروق
الشرع
والمعارضة
التي لا تدير مدرسة ابتدائية
بشموخ
وتعالٍ مصطنعين من وزير الخارجية
السورية وصف معارضي النظام الشمولي ،
الذي ينتمي إليه ، بأنهم غير قادرين
على إدارة مدرسة ابتدائية ...فكيف
يديرون البلد ؟! .
يستوقفنا
في هذا التصريح أمران :التوقيت
والدلالة . ففي الوقت الذي يحزم فيه كل
سوري شريف اوراقه ، ويعيد تقويم موقفه
على ضوء المتغيرات الجديدة ،
والتهديدات الخارجية ، وقانون محاسبة
سورية بأبعاده ومخاطره ، الى جانب سعي
الإدارة الأمريكية لاستقطاب
المقهورين والمنبوذين من السورين
لتوظيفهم في استراتيجية الضغظ أو
الضرب القادمة ..في هذا الوقت بالذات
يعود بنا الوزير الدبلوماسي الى عقلية
(الحواري) الشعبية وكيف كان ابناء
الحارة الشمالية يتفاخرون في الساحة
الخلفية للحي على ابناء الحارة
القبلية ..إنه التوقيت السيء الخالي من
كل المعطيات الدبلوماسية يتهور فيه
رئيس الدبلوماسية..
ربما
مبعث هذا التصريح أن الهم الذي يجثم
على صدور المعارضين السورين فيكبت
آهاتهم وأحزانهم ، لا يشغل كثيرا بال
السيد فاروق الشرع ،فهم اعني
المعارضين يفكرون أكثر، رغم أنهم لا
يملكون إلا قلوبا تشفق واكبادا تتفطر
على وطنهم ، بينما يكتفي السيد فاروق
الشرع بمتابعة مصير السيد (طارق عزيز )
ونوع المعاملة التي التي يتلقاها ،
وهذا هو الهم الاول والاخير الذي يشغل
باله
ومن
حيث مضمون التصريح ..فكنا نحب ان نشير
الى طريقة إدارة السيد فاروق الشرع
وحزبه العتيد للوطن والأزمة التي تحيط
به..إذا تركنا الاحصاءات تتكلم عن
انجاز اربعين عاما سيكون الحَكَم
بيننا (الرقم الشفاف الذي لايكذب ..)
والذي ارتضاه ابتداء في خطاب القسم
رئيس الجمهورية!!
ولكن
ولكي لا نسترسل في السياق الذي أراد
السيد رئيس الدبلوماسية السورية أن
يجرنا إليه بعد أن عزمنا على ان نتريث
فيه ..سنترك الحديث عن المعارضة
وإمكانياتها ،ووزنها الشعبي ومقدرتها
لأن كل هذا سيضعنا في خانة الادعاء
الذي نأباه
وانما
كل الذي نقوله للسيد الوزير انه حتى
قصور المعارضة إن كان
، وضعف المعارضة إن وجد ، وعجز
المعارضة أن تحقق ، فإن ذلك ثمرة
طبيعية مباشرة لقصور النظام وضعفه
وعجزه ، ثمرة لحالة الكبت والاستبداد
التي فرضت على شعب من عشرين مليون
انسان فاختصرتهم جميعا في حزب واحد ومن
ثم في قيادة قطرية ومن ثم في فرد!!..
النظام
السياسي القوي هو الذي يغذي في
المواطنيين التعدد والتنوع ويدعمه
ويحميه لا الذي يستأصله ويحاصره
ويلغيه ..
ورغم
كل ما قال السيد الوزير عن المعارضة
يبقى لها من الشرف انها لم تفقد
بوصلتها القومية ولا الوطنية ، ولم تلق
أوراقها أمام السيد المتغطرس ،على نحو
يثيرالسخرية ، ولكنه كان بالنسبة
للمعارضة السورية المبصرة الرشيدة ...مثيرا
للتخوف والاشفاق ...وكذا تصريح السيد
الشرع يثير ... ولكنه بالنسبة إلينا
يثير الاشفاق .
5/1/2004
|