آخر تحديث يوم الأحد 02 - 05 - 2004م

.....

في ذكرى المولد

يوم نلقى الأحبة

الله أكبر تلك أمة أحمد، ولدت بمولده، وغرست بيده، وصنعت على عينه، كان مددها من روح ربه، فكانت شجرتها أقلام المعرفة، وبحرها مداد الكلمات.

الله أكبر تلك أمة أحمد، شطآن بحار يرتد عنها الموج وإن لطمها خائباً حسيراً، وقد علمها ربها (لن يضروكم إلا أذى..)

الله أكبر.. تلك أمة الفطرة حين انحرف الآخرون عن سنن الفطرة ومعالم الإنسانية، وانغمسوا في حماة الشهوة والسلعة ومالوا وأمالوا..

الله أكبر تلك أمة العهد والوفاء، حين تخلى الإنسان عن عهده مع ربه، فارتد إلى أسفل سافلين، وظلت هي قائمة في دائرة الحفاظ.

الله أكبر تلك أمة الثبات، حين باع البعض واشترى بآيات الله فغير وبدل وحرف، ومايزال يغير ويبدل ويحرف حتى أصبح من معاني الدين، عند بعض مدعيه، معنى الثوب منه القصير ومنه الطويل، ومنه ما يلبس في الصيف ومنه ما يلبس في الشتاء.. وظلت أمة أحمد ممسكة بالكتاب، كتاب ربها، قائمة عليه بالحق، لا تشتري بآيات الله ثمناً قليلاً.. وكل ثمن لآيات كتاب الله مهما كبر قليل.

الله أكبر تلك أمة أحمد..

وكم ذهب الغرور بأصحابه، فظنوا أنهم قد أحكموا الطوق، وسدوا المنافذ، وأجهزوا أو كادوا، فامتشقت من قلب الرماد صامدة قوية عزيزة مكينة. أمسكت دائماً بحسن العاقبة، وشرف النهاية، احتوت بقوة الحق من صاولها، وقمعت بقوة النفس من بغى عليها.

والذين يراهنون اليوم على هذه الأمة، هم أطفال في مدرسة التاريخ، ومراهقون في جنبات الحياة يراهنون على بغيهم وما هو إلا على أنفسهم، وينفقون أعمارهم وأموالهم ليصدوا عن دين الله (إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون. ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعاً فيجعله في جهنم..)

سلام على صاحب الخلق العظيم، وصلاة على صاحب الخلق العظيم وبركات على صاحب الخلق العظيم في يوم مولده العظيم.

وعهداً من قلوب أحبتك، واطمأنت إلى جميل وعد نقلته عن ربك أنها على الطريق تشهد أنك قد أديت الأمانة وبلغت الرسالة ونصحت الأمة وكنت الرحمة للعالمين.

عهداً أنها على الطريق تشهد أنك عبد الله ورسوله وفرحتها بك يوم تلقاك أهزوجة نادت

غداً نلقى الأحبة     محمداً وصحبه

2 / 5 / ‏2003‏