برق
الشرق
إلى
المتمترسين خلف اتفاقية فصل القوات:
قتلوا
وخطفوا فماذا أنتم فاعلون ؟!
ليس
هناك فعل صهيوني اعتباطي، كل خطوة تأتي
دائماً محسوبة في المدى والاتجاه. لقد
قامت القوات الصهيونية بالأمس بخطف
رجل أمن سوري، وقتل آخر في المنطقة
العازلة عند مثلث الحمة. والدفاع عن
الإنسان السوري، فيما نقدر، ليس من
مسؤولية منظمة التحرير الفلسطينية
الممثل الشرعي والوحيد للشعب
الفلسطيني، التي أنيط بها وحدها
الدفاع عن سكان القدس ونابلس وجنين
والخليل وغزة !! والدفاع عن الإنسان
السوري، ليس كذلك من مسؤولية المقاومة
اللبنانية البطلة التي تحملت كل
عناقيد الغضب الصهيوني في أطواره
المختلفة.
ننتظر
من وزير الدفاع السوري وكذا من وزير
الخارجية أن يصرحا بجزم ووضوح: أن
سورية لن تجر إلى معركة لم تحدد زمانها
ومكانها. ولكنها وكما نقلت يوم قصفت
محطات الرادار السورية في لبنان
ستحتفظ بحق الرد. وفي المحفظة إياها
ستتكدس حقوق الرد السورية عقوداً أخرى
من الزمن.
سقى
الله زماناً كان يصبحنا فيه راديو دمشق
ببلاغ عسكري، يتحدث عن عمل بطولي قامت
فيه قواتنا المسلحة بإقلاق الوجود
العسكري للمحتل المغتصب على خطوط
الهدنة سنة 1948، ثم ساد الصمت الرهيب
منذ احتلت الجولان وكانت اتفاقية فصل
القوات عام 1975، وكأن حرب تشرين 1973 لم
تكن إلا ذريعة لنسيان الجولان الأرض
والإنسان !!!
العرب
جميعاً انزعجوا من تصريح وزير
الخارجية القطري يوم تحدث عن استجداء
الساسة الأمريكيين، مع أن الرجل لم يقل
إلا حقاً.. فهل هناك من يفكر عملياً في
التوقف عن اللهاث وراء سياسة
الاستجداء ؟!
هل
هناك من يفكر بقلب الطاولة على المخطط (الأمريكي
ـ الصهيوني) الذي يسعى لازدرادنا قضمة
قضمة، فيغير خارطة المخططات، بعمل
إيجابي قوي يخلط الأوراق، ويشوش
التدابير، وينقل المعركة من حيث
تريدها واشنطن في العراق، إلى حيث
تريدها الأمة كل الأمة في فلسطين.
احتلال
الجولان، القتل اليومي على أرض
فلسطين، خرق اتفاقية فصل القوات
الكتيمة جداً كل هذا مدخل من مداخل
الحلول الإيجابية ولكن للذين لا
ينتظرون دورهم ليكونوا طبقاً على
مائدة الأقوياء المتنفذين، كما كان
ينتظر بعض من هانت عليه نفسه يوماً
جندي التتار ليحضر السيف الذي سيقتله
به !!
وإذا
كانت الجيوش التي أنفقت عليها أمتنا من
عصارة دمها وعرقها غير قادرة على خوض
معركة المواجهة الحقيقية، فلتعط
الشعوب فرصتها، ولتكن تجربة الانتفاضة
لنا أسوة وقدوة، وحين يعلم الغازي
الصهيوني أو الخارجي أن هذه الانتفاضة
تنتظره بين الموصل وحلب مروراً
بالعريش فبلاد النوبة فإننا نقدر أنه
سيضطر إلى المزيد والمزيد من التفكير
قبل التهديد.
10
/1 / 2003
|