برق
الشرق
لفسطاط
الخير الإنساني التحية
هتف
الملايين في 15/2/2003
في أكثر من ست مائة مدينة وعاصمة في
هذا العالم: (لا للحرب) مؤكدين أن الدم
الإنساني، أقدس وأنفس من النفط الذي
يسعى إليه (الأشرار): بوش وعصابته؛
تشيني ورامسفيلد وكونداليزا رايس
وطريد العدالة النازي شارون.
في
كل محطات العالم الكبرى حيث وجد
الإنسان وجد الحق والخير والحب،
وتعالت الأصوات المسكونة بالشعور
النبيل تندد بالغيلان، وبما يخططون
ويدبرون، وتحذر من النتائج الفاجعة
لإرادة الفساد والإفساد، السادرة في
طريقها: لإهلاك الحرث والنسل.
هدير
الملايين، على اختلاف العقائد
والأجناس والألوان واللغات، أبرز في
هذا العصر الكالح الكئيب: قيمة
الإنسان، وحاصر الدهاقين والمرابين
والنخاسين بمشاعر خيرة، ظن الأشرار
أنهم أطفئوها بسيل من الحمأة
والغسلين، قدروا أنهم قادرون على أن
يقودوا العالم به إلى حيث يريدون.
أكد
هدير الملايين أنه مازال على الأرض
مكان للحب، وكلمة للسلام، ورحم اسمها
الإنسانية، وورود أثيرة هي ابتسامات
الطفولة والأمومة في أكمام نخيل
العراق.
وهدير
الملايين هؤلاء.. تحية تستحق من أبناء
أمتنا خطاباً مكافئاً لردها، بل بأحسن
منها حسب المرسوم القرآني، إنها تحية
لا تستحق الشكر فقط، وإنما تستحق
خطاباً يعزز ويواصل ويستديم.
خطاباً
يبنى على ما كان في دار (ابن جدعان) في
مكة، ويستوحى من قوله تعالى (غُلِبَتِ
الرُّومُ فِي أَدْنَى الأرْضِ وَهُم
مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ
سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ
لِلَّهِ الأمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن
بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ
الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّه ..)
تستحق
خطاباً يميز في الناس أخياراً
وأشراراً؛ محبين للخير على اختلاف
العقائد والأجناس واللغات، لم ينهنا
الله سبحانه وتعالى عن أن نبرهم ونقسط
إليهم، وننصب بيننا وبينهم جسور
الحوار، وأشراراً يريدون أن يبدلوا
الدين، ويظهروا في الأرض الفساد.
هدير
الملايين في أكثر من ست مائة مدينة
وعاصمة أثبت خطيئة أولئك الذين يحزمون
الناس حزمة واحدة، ويرمونهم بقوس
واحدة، مغلقين على أنفسهم وعلى
المسلمين خيارات التعاطي الإنساني
الحر الرشيد.
في
ست مائة مدينة وعاصمة في العالم خرجت
الأصوات تندد بالحرب الهمجية
المجنونة، حتى في واشنطن ونيويورك،
إلا في تل أبيب حيث رماد المحرقة
النازية مايزال يرى لنفسه الحق في
إحراق العالم أجمع !!
17
/ 2 / 2003
|