هوية
اليد الأثيمة
التي
ضربت في عاشوراء
اليد
الأثيمة نفسها.. هي التي ضربت في كربلاء
والكاظمية صبيحة عاشوراء. وهي التي
ضربت مقرات الشرطة المدنية في بغداد
والفلوجة. وهي التي صبحت الأكراد
بالصباح الدامي يوم عيد الأضحى
واستهدفتهم في أربيل وكركوك..
اليد
الأثيمة التي تضرب (الشيعة) و(السنة) و(الأكراد)
ليست بالتأكيد شيعية ولا سنية ولا
كردية، اليد التي تضرب المسلمين ليست
مسلمة، والتي تضرب العراقيين ليست
عراقية وليست عربية .
نظن
أن ربط هذه الأحداث في سياقها الواحد
يحاصر المتهم الذي يحاول أن يلعب على
الواقع العرقي والمذهبي للعراق في
زاويته، ويكشف هويته فمن هو صاحب
المصلحة في قتل العراقيين سنة وشيعة
وأكراداً ؟! من هو صاحب المصلحة في خلق
حالة من البلبلة والفوضى، وإثارة
الفتن، وإشغال العراقيين ببعضهم غير
المحتل، ومن هو خلف المحتل من أولئك
الذين يتلمظون على الدم العراقي
والثروة العراقية والأرض العراقية ؟!
الفظائع التي تجري على أرض العراق لا
يمكن أن تنسب إلى المقاومة لأن أحد
أهدافها الرئيسية هو تشويه صورة
المقاومة، وجعل الناس ينفضون عنها،
وينظرون شذراً إليها.
والهدف
الأساس من الجرائم التي تجري على أرض
العراق هو تمزيق وحدة العراقيين، وضرب
بعضهم ببعض، ليخلو الجو للاحتلال
ولتنفذ مخططات هذا الاحتلال.
هذه
حقائق جلية ناصعة لا ينبغي أن تغيب
لحظة عن عيني أي عراقي وذهنه. ينبغي ألا
يغيب عن ذهن أي عراقي أن بقاء العراق في
وحدته، وأن قوته في تعظيم الجوامع
وتجاوز الفروق.
وأن
يسقط العراقيون كل الرهانات على
وعيهم، وعلى قدرتهم على ضبط النفس،
وعلى الانحياز لأولي الأحلام والنهى
من رجالاتهم.
أما
رجال الرأي العام العربي والإسلامي
فالمطلوب منهم أكثر من الاستنكار
وأكثر من الإدانة المطلوب منهم أن
يُحمّلوا الاحتلال مسؤوليته بوجهيها
الإيجابي والسلبي.. فإن لم يكن
الاحتلال قد دبر فعلاً هذه المجازر على
بشاعتها، فهو الذي سمح بعجزه وتفريطه
وتوانيه بحدوثها..
ما
حدث في كربلاء والكاظمية صبيحة
عاشوراء، وما حدث في مقررات الشرطة
العراقية في بغداد وما حدث صبيحة
الأضحى بين ظهراني إخواننا الأكراد،
كل أولئك جرائم بشعة تخزي أصحابها،
وتكشف خبايا نفوسهم، وتنسبهم
إلى عالم الظلمة والغي وتنبذهم عن
عالم الرشاد.
لشهداء
العراق الرحمة، ولشعب العراق الأبي
الواحد أصدق مشاعر العزاء.
4
/ 3 / 2004
|