آخر تحديث يوم الاثنين 26 - 01 - 2004م

.....

حزب الله

التجربة المعبرة

بعد أيام سيعود المئات من الأسرى العرب إلى بيوتهم بمقتضى اتفاق لتبادل الأسرى وقعه حزب الله مع العدو الصهيوني عبر وساطة ألمانية. وعودة المئات من ضحايا الإرهاب الصهيوني وعلى رأسهم الشيخ مصطفى الديراني والشيخ عبد الكريم عبيد، وفلسطينيون وسوريون ولبنانيون وآخرون يضيء شمعة الأمل في ظلمة اليأس العربي في عصر الانهزام والارتكاس. ويؤكد حقيقة مطلقة هي أن العدو لا يفهم إلا اللغة التي يخاطبنا بها !! وهو حين يسعى ليفرض علينا منطقه ومخططاته بالقوة لا يقبل حواراً إلا باللغة نفسها. وكل خطاب آخر هو تضييع للوقت وهذا يقتضي ألا نتوه في مسارب (التوسل) أو (الديبلوماسية)، وأن نلتف جميعاً حول ما فهمته المقاومة الإسلامية في لبنان وفي فلسطين.

لو لم تكن في يد حزب الله ورقة قوية تنخر في خاصرة العدو لما استطاع مائة ديبلوماسي عربي وآخر غربي (بالمهملة والمعجمة) أن يستنقذ من يد العدو الصهيوني أسيراً واحداً فما بالنا بمئات الأسرى.

تجربة حزب الله في محطات كثيرة كانت دروساً معبرة ناطقة لا بد أن يفهمها أولئك الذي يزينون للمقاومين على أرض فلسطين الاستقالة من المقاومة، والانسحاب من الساحة، وأن يثقوا بوعد بوش أو بوعد شارون بسلام لين دائم وعادل في ظل جدار الفصل العنصري أو بدونه.. على هؤلاء الذين يتباكون على تضحيات الشعب الفلسطيني في معارك شرفه ومحاولته لتحقيق ذاته أن يعلموا أن العيش في ساحة الذلة الضارعة المتوسلة أقسى.

كنا نتمنى أن يكون أعداؤنا في مستوى حضاري متقدم يفهمون من خلاله لغة الحق والعدل والسلام. تجربة حزب الله تؤكد أنهم ليسوا كذلك، وأنهم لا يملكون إلا لغة واحدة يتكلمون بها ويستجيبون لها، فمن العبث أن نرضى بعد اليوم بغيرها.

*     *     *

وفي ملمح آخر ترسل التجربة رسالتين إلى قطرنا العربي السوري الأولى تقول: إن المقاومة أولى من التوسل لاستجداء السلام.

والثانية تذكر بالأسرى السوريين واللبنانيين وغيرهم في سجون سورية. نتمنى أن تكون هناك لغة وطنية يتفاهم من خلالها أبناء الأمة غير لغة المعتقل والسوط والجلاد.

التحية والتقدير للمقاومة الإسلامية على أرض لبنان على هذا الإنجاز الذي يضيء النفوس بالثقة والأمل.

26 / 1 / 2004