برق
الشرق
هل
يذوب ثلج الصهيونية ؟!
في
استطلاع للرأي أجرته المفوضية
الأوروبية على عينة شملت ستة عشر ألف
شخص، من دول أوروبية مختلفة، اعتبر ما
يقرب من 60% منهم أن دولة (الكيان
الصهيوني) تعتبر أكبر تهديد للسلام
العالمي.. !!
إذا
كان لنا أن نتحدث عن الاستفتاء الصفعة
الأليمة لدولة العدوان ولسياساتها..
وإذا كنا لن نستغرب أن تقوم قائمة
صهاينة العالم أجمع، فينفخوا في (قرن)
اللاسامية، ويدعوا بالويل والثبور
وعظائم الأمور..
فإن
من واجبنا من جهة أخرى أن نتداعى
حكومات ونخباً وأفراداً إلى تسليط
المزيد من نور الحقيقة على ثلج الأوهام
الصهيونية، التي رسخها الصهاينة خلال
قرون بتصوير أنفسهم في هيئة المستضعف
الحضاري الذي وقع بين أنياب ذئاب الشرق
الأوسط (العرب) التي لا ترحم.
إن
نتائج الاستفتاء (الصفعة) هي بعض ثمار
الانتفاضة المباركة، التي جعلت (الذئب)
يخلع ثوب الجدة الوديعة كما في حكاية (ليلى
والذئب)، ليظهر أمام شعوب العالم على
حقيقته المريعة. فالسكون والخنوع
والخضوع كانت دائماً تعطي الذئب فرصة
لإظهار المزيد من الوداعة واللطف
والرقي.
وإذا
كانت الانتفاضة بكل وسائلها وآلياتها
مناطة أصلاً بأهلنا في فلسطين المحتلة
فإن ما يناط بأبناء هذه الأمة في كل
موقع، أن يقوموا بالجهد الذي يعين على
كشف حقيقة الصهيونية بأخلاقياتها
وسياساتها وماضيها وحاضرها وترسانة
أسلحتها النووية والبيولوجية، التي
تهدد بها ليس المنطقة وإنما السلام
العالمي أجمع.
(الاستفتاء
الصفعة) الذي أثمرته الانتفاضة
المباركة، في جنين ونابلس وطولكرم
وغزة والخليل يفرض علينا أن نتوقف عن
كل الشنشنات الداعية إلى الاستسلام
والمتسربلة بالعجز والضعف الهوان.
العالم
لا يسمع إلا صوت البارود ولا يرى إلا
لون الدم، والإنسان بالقانون الطبيعي
الذي يحكم ضميره، وبجوهر الإنسانية
القائم فيه قادر على التمييز بين الخير
والشر والحق والباطل.
الذي
يستدعي الإعجاب والتحية في هذا
الاستفتاء أنه ينطلق من عينات شعبية،
وليس من مواقع لمسؤولين رسميين يمكنهم
أن يسحبوا تصريحاتهم بضغط من هنا
وتوجيه من هناك.
فإلى
المزيد من تعرية شارون وكل القوى
الصهيونية والداعمة من أوراق التوت
التي يتسترون بها.
فدعونا
نخاطب العالم باللغة التي يفهم، ونفرض
عليه اللوحات الحية الممهورة بدمائنا
وإرادتنا وخطابنا القائم على القوة.
06
/ 11 / 2003
|