برق
الشرق
هل
يلتقي وزراء الدفاع بعد وزراء
الخارجية
إيجابياً
كان لقاء وزراء الخارجية العرب، لأن
اللقاء المجرد تعبير عن إحساس وحضور،
في هذه الظروف البالغة الخطورة.
وإيجابياً
كان البيان الختامي، والإجماع على
تسمية الحملة الأمريكية على العراق:
بالعدوان، والمطالبة بوقف الحرب
والانسحاب، وتحمل التبعات وو..
ولكن
المنتظر من وزراء الخارجية العرب كان
أكبر، كان المطلوب تطوراُ نوعياً في
الموقف العربي، كانت عين المواطن
العربي على وزراء الدفاع العرب، الذين
لم يغادروا عواصمهم منذ زمن طويل، وعلى
اتفاقيات الدفاع العربي المشترك.
كان
لقاء وزراء الدفاع العرب، سيستجيب
للكثير من تطلعات الشارع العربي،
وسيفرض اللقاء معناه الرمزي أو
الإشاري، وسيرسل رسائله إلى أكثر من
جهة في هذا العالم، ليؤكد للمعتدين
أنهم تجاوزوا الخطوط الحمراء، وأن
العراق هو جزء حيوي من جسد حي.
وعدا
عن الإنجاز الرمزي أو الإشاري للقاء،
يتساءل المرء: هل يريد النظام العربي
أن يقدم دعماً عملياً للعراق ؟ وهل هو
قادر عليه ؟
والجواب
عن السؤال الأول متروك لأصحاب الشأن
القابضين على مفاصل النظام والقرار
العربيين.
أما
التعلل بالعجز، فما نظن أن الأمة بكل
مقدراتها أصبحت في حالة من الوهن
تمنعها أن تكون طرفاً داعماً في صراع
هي بكل كينونتها مستهدفة فيه.
لقد
تبنى العراق كما بدا من الأيام الأولى
للمعركة استراتيجية المطاولة،
متجنباً الصدام المباشر في معركة يختل
ميزان القوى المادية فيها اختلالاً
بيناً لصالح الغزاة. وللمطاولة
العسكرية شروطها واستحقاقاتها،
لتوظيف الزمن وما قد يحمله من متغيرات
لمصلحة العراق الوطن والإنسان.
في
إطار هذه المطاولة سيحتاج العراق، إلى
جهد أشقائه من وزراء الخارجية. ولكن
حاجته ستكون أكبر لجهود أشقائه في
وزارة الدفاع. ربما يحتاج العراق إلى
خطوط إمداد، وإلى القليل أو الكثير من
العتاد المخزون في الأقطار العربية
القابل لفقدان الصلاحية.
لقاء
وزراء الدفاع العرب، وتفعيل اتفاقيات
الدفاع العربي المشترك، مطلب شعبي،
وضرورة استراتيجية، وتحرك وقائي، يسقط
عن الأمة أجمع ألقاب التخاذل والعجز
والوهن، ويضعها على طريق الدفع عن
الكينونة الحاضر والمستقبل.
26
/ 3 /2003
|