برق
الشرق
هل
حقا .. لم يتأكدوا بعد ؟؟
سعيد
الماجري
من
المؤكد أن أحدا من العرب ـ اقصد الحكام
بالطبع ـ لم يستوعب بعد حقيقة هذه
الحرب في منطقة الخليج العربي تحت
دعاوى موجهة للعراق ثبت بالدليل
القاطع ومن خلال مفتشي الأسلحة
الدوليين المنتشرين حاليا في العراق
أنها لم تكن سوى أكاذيب وأباطيل
وأراجيف تخفي وراءها كمًا هائلا من
الأسرار والخفايا التي لا يعلم
حقيقتها سوى الله تعالى , ومن وضع
خطوطها في دوائر صنعها في كل من واشنطن
ولندن .
والى
أولئك الذين لم يستوعبوا بعد حقيقة ما
يجرى أمام أنظارهم وبموافقتهم وفوق
تراب بلادهم التي تم فتحها بالكامل
أمام عربدة القوات الأمريكية ومن
رافقتها في الحملة المسعورة وبمختلف
أصناف أسلحتها , هؤلاء وبعد تصريحات
وزير الخارجية الأمريكي كولن باول
ربما ستنزاح عن أعينهم غشاوة الحقد
وتتضح لهم حقيقة ما خفي عنهم أو ما
كانوا يصرون على عدم رؤيته وتجاهله
متعامين أنهم أنفسهم سيكونون في نهاية
المطاف المستهدفون بما سينتج عن الحرب
التي أعلنوا مباركتهم لها واستعدادهم
لدفع تكاليفها إرضاء لحقد دفين في
عقولهم لا أحد يدري كيف نما وترعرع في
ثنايا تلك العقول ولا كيف سمحوا
لأنفسهم بوضع أيديهم في أيدي الأعداء
لهم ولبلدانهم ولدينهم وعروبتهم .
هؤلاء
لابد أنهم اندهشوا وارتعبوا بحق عندما
أعلن ـ كولن باول ـ بوضوح وصراحة ( إن
الحرب القائمة في المنطقة ستتيح
إمكانية تشكيل منطقة الشرق الأوسط
جذريا بما يعزز مصالح الولايات
المتحدة ) ولاحظ هنا كلمة( مصالح
الولايات المتحدة) وليس مصالح دول
الخليج ولا العرب ولا المسلمين ولا أحد
غيرهم على الإطلاق.
وعلى
الرغم من أن ـ باول ـ لم يحدد بالضبط
الكيفية التي ستسفر عنها إعادة تشكيل
منطقة الشرق الأوسط, فإن الواضح من
كلامه أنه يعني أن ( لخبطة ) كاملة سيتم
إدخالها على المنطقة بكاملها تدمج
فيها دول مع غيرها, وتقسم فيها دول إلى
عدة أجزاء وتزال فيها دولاً بكاملها
لتقام على أنقاضها غيرها , وهو أمر يعيد
إلى الأذهان ما كان الإرهابي (شمعون
بيريز) رئيس وزراء ووزير خارجية
الصهاينة السابق قد أعلنه قبل عشر
سنوات من خلال كتابه ( شرق أوسط جديد) عن
إعادة تشكيل الوطن العربي وتقسيمه
وتفتيت دوله إلى أكثر من 40 دولة على
الأقل وهو كتاب وعلى الرغم من انه
متوفر في الأسواق مند عدة سنين إلا ان
أحدا من العرب ـ كالعادة ـ لم يصدق شيئا
مما جاء فيه , تماما مثلما تعاموا من
قبل عن بيانات المنظمات الصهيونية
التي أوجدت فيما بعد ( دولة إسرائيل) في
قلب الوطن العربي على حساب شعب فلسطين .
إن
كارثة حقيقية وبكل معنى لكلمة مقبلة
على المنطقة العربية برمتها وستطال
نتائجها وتداعياتها العرب جميعا , ولم
يعد يجدي الحديث عن ضرورة التصدي لها
لسبب بسيط وهو أن أحداثها قد أصبحت
ماثلة للعيان من خلال العدوان على
العراق ,
وهدفها تحقيق شيء
آخر من أهداف بني صهيون بأيدي بني
بوش هذه المرة , وعندها من المؤكد أننا
سنسمع أنين آهات وعذابات أولئك الذين
يدقون و يؤيدون الحرب
ويصفقون لها في عواصم بعض العرب حاليا ,
ولكن ذلك سيكون ـ بكل أسف ـ بعد فوات
الأوان .
01/05/2003
المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
|