برق
الشرق
ليست
حرب المسيح
وإنما
هي حرب على المسيح
جبران
عبد الأحد
هل
حقاً شفي جورج بوش من ذهانية الإدمان
على المسكر التي شب عليها ؟
هل
يمتلك الرئيس القدرة الذهنية
والوجدانية على التمييز بين الخير
والشر، والمحبة والكراهية، بين ما
يرضي الرب وما يغضبه، بين القربان وبين
الخطايا والآثام ؟!
عندما
رفع جورج بوش راية الصليب ليحتمي بها
في أول مصيبة أمريكا بعد أحداث 11/9
المأساوية والمؤسفة.. نبهه الأقربون
والأبعدون إلى خطورة الشعار وأبعاده،
والتمسوا له الأعذار، ووجهوا عبارته
بعيداً عن مكمن الخطر فيها. لم يلبث
جورج بوش الذي غص بريقه أن ابتلع
العبارة وسارع إلى مراكز (الإسلام)
ومساجد (المسلمين) في بلده الولايات
المتحدة ليسترضي جالية صغيرة تعيش وسط
الولايات المتحدة لاعتبارات كثيرة، لا
تهمنا نحن هنا في الشرق.
نظر
جورج بوش قاصر لا بعد له، وبصيرته
كليلة لا تمتلك الحكمة، وتفكيره لا
يتعدى دائرة أبعد من نيويورك أو
واشنطن، أو برميل نفط، أو صندوق مال..
جورج
بوش الذي يسترضي جالية الإسلام في
الولايات المتحدة يغضب مليار مسلم في
هذا العالم، وهو لا يملك الرؤية ليفكر
في مصير عشرات الملايين من المسيحيين
الذين يعيشون ضمن الخارطة الإسلامية.
جورج
بوش الذي ابتلع شعار الحرب الصليبية
عاد اليوم ليمارسها، ضمن ممارسات
عصبية طقسية يقوم بها هو وقواده
ويفرضها على جنوده وهو يمارس القتل
الوحشي القذر الذي يراه أبناء
المسكونة في كل مكان.
ينسى جورج بوش أن
المسيح الذي جاء من هذه البلاد التي
يذل هو أبناءها لم يأت بالقتل، وإنما
جاء بالحب والتسامح والعفو والفداء.
جاء المسيح ليهب الحياة لا لينزعها،
فلا أحد يقتل باسم المسيح، وإنما كل من
يمارس القتل فإنما يعلن الحرب على
السيد المسيح.
نحن
أبناء يسوع المسيح في مهد المسيح، نرفض
الحرب الأمريكية الهمجية القذرة على
شعب العراق.. ونرى فيها عدواناً صريحاً
على كل القيم التي بشر فيها السيد
المسيح.
ونرجو
آباء الكنيسة المسيحية بكل طوائفها أن
يمزقوا مسوح الرهبان عن بوش وقادة بوش
وجنود بوش، وأن يخلعوا الصليب من
أعناقهم. لأنهم بهذه المسوح وبهذا
الصليب يسيئون إلى المسيح وإلى
المسيحية، ويؤسسون لمستقبل سيء بين
أتباع الأديان والحضارات.
إن
الإدانة العامة للحرب وحدها لا تكفي،
وإن الصلاة من أجل السلام ومن أجل
المعذبين والقتلى لا تكفي. الرعية
المسيحية في الشرق تنتظر من آباء
الكنيسة أن يصدروا حرماناً من المغفرة
والرحمة ومن ولوج أبواب السماء للحياة
الأبدية بحق كل من يقود هذه الحرب،
وبحق كل من يشارك فيها.
باسم
الرب. باسم يسوع المسيح نقول:
آثم
كل من مشى إلى هذه الحرب..
آثم
كل من شارك فيها..
وليبق
اسم الرب مباركاً
1
/ 4 / 2003
المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
|