برق
الشرق
حافة
الهاوية
أمجد
جمال محمد
هناك مخاوف بدأت تتسرب ببطء و
لكن بإلحاح إلى أذهان
الساسة و المحللين في الإدارة
الأمريكية خصوصاً أولئك
الذين يتمتعون بقدرة على التفكير
فيما يجرى الآن في العراق خارج نطاق
العواطف القومية الأمريكية المتأججة
بسبب لون الدم المثير الذي بدأ يسيل
حاراً على أرض العراق العصية ... هذه
المخاوف المبررة و المشروعة إستناذاً
للفجوة التي بدأت تتسع رويداً ...
رويداً بين واقع المشهد على الأرض و
بين الوعود و التوقعات التي أطلقت قبيل
بدأ العمليات ... تكتسب تأثيرها و
فعاليتها من قدرتها على إستدعاء صور
مستفزّة طالما جاهد الوجدان الأمريكي
العام من أجل الإفلات من أسرها وركنها
بعيداً في البقعة المعتمة من اللاوعي
إنها صور الكارثة الرهيبة التي عاشها
جيل الستينات و السبعينيات الذي إكتوى
بجحيم فيتنام الحارق
و أقتنع أن القوة و العربدة مهما
بلغت من عظمة فإنها تنكسر أمام إرادة
الشعوب الحرّة.... إن
تزايد و توسع قاعدة الإستنكار
و الرفض للحرب الظالمة التي تشنها
الآلة التدميرية الجبارة المُسيرة من
قبل الرأسمالية و الصهيونية التي
تسيطر على مفاعيل و مفاتيح الإدارة
الأمريكية خصوصاً
في صنوف المواطنين الأمريكان تعطى
مؤشراً واضحاً لا لبس فيه لحدّة القلق
الآخذ في السيطرة على العقول مع توارد
الأخبار اليومية التي تؤكد إرتباك
الأداء العسكري الأمريكي في أرض
المعركة ... و إذا كانت هذه القاعدة
الشعبية الرافضة و المسنودة من قبل عدد
متزايد من الشخصيات ذات التأثير في
الولايات المتحدة ، لم تستطع حتى الآن
أن تفرض تغيراً جوهرياً ملحوظاً في
موقف القيادة السياسية و العسكرية
تجاه العدوان المستمر على العراق فإن
بوادر التغير يمكن قراءتها تحت
الملاحظة الشديدة إذا ركزّنا
على إنخفاض حدّة الخطاب التعبوي
الذي إعتمده قادة
العدوان من صقور الإدارة و الذي كان
يتخذ من الثقة المبالغ فيها في قدرة
القوة الضاربة الأمريكية أساساً
لتوقعاتهم بإنتصار ( سريع و نظيف ) ... و
لعلّ الخبرة المريرة و المؤلمة التي
عاشتها أجيال معاصرة من الشعب
الأمريكي في حرب فيتنام سيكون لها
دوراً أساسياً و حاسماً في إعادة صياغة
الموقف الرسمي الشعبي
في الولايات المتحدة إزاء الورطة
التي دفعت فيها القوات
الأمريكية الغازية قبل أن تتحول إلى
كارثة حقيقية تضاف إلى مجموعة الكوارث
القومية التي عاشتها أمريكا خلال
تاريخها القصير .
المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
|