صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الإثنين 21 - 04 - 2003م

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |   ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع | كــتب | مجموعة الحوار | البحث في الموقع |ـ

.....

   

رؤية

برق الشرق

الجمعة الحزينة .. حلف المفسدين والطغاة

الجمعة الحزينة علم تاريخي على يوم الجمعة الثالث من شهر نيسان، حيث حاول الأشرار النيل من السيد المسيح عليه السلام، فكانت الجريمة النكراء التي أرادها المفسدون في الأرض له فرفعه الله إليه، وألقى شبهه على الخائن الذي غدر وأثم فكان الصلب جزاءه.

ومثلت عصبة الشر التاريخي الخيانة والتحريض الذي قاد إلى الجريمة. والجريمة وإن وقعت على الشبيه، حسب التقرير القرآني، فإنها قد تحقق فيها كل أركان الفعل الجرمي، من حيث القصد والتحريض والتنفيذ.

كانت الجريمة ثمرة خبيثة لحلف دنس بين المفسدين في الأرض والطغاة. وماتزال لهذا الحلف صوره وثمراته على مدار التاريخ. كان المسيح عليه السلام الذي وصفه القرآن الكريم بأنه (... إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه)، أكرمَ على الله من أن يتركه للطغام المفسدين وللطواغيت القساة لينالوا منه، فرفعه إليه.

وكانت الجريمة استدراجاً ربانياً لتحق على الجناة لعنة قتل أنبياء الله تعالى. فهؤلاء الجناة هم الذين قتلوا سيدنا زكريا، عليه السلام، الذي كفل مريم ورعاها وحدب عليها ليكون بيته ونفسه الروضة التي نشأ فيها السيد المسيح. كما أن (سالومي) نظيرة يهوذا الاسخريوطي في الشر والفساد والفجور قد جعلت رأس نبي الله يحيى ابن الخالة البرة، للسيد المسيح عليهما السلام، ثمناً لشهوة طاغية روماني كان أظلم منها وأفجر.

وحاول يهود بني النضير في تاريخ الإسلام، على الرغم من العهد والميثاق الذي كان بينهم وبين المسلمين، أن يقتلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما حاولوا قتل أخيه عيسى من قبل فنجاه الله منهم !!

تاريخ طويل من الخيانة والجريمة والإثم والإفساد، ودائماً تتجسد هذه الإرادة للشر والفساد في طواغيت العالم وجلاديه، لتجد طريقها إلى النفاذ في حياة الناس. المؤامرة بعد أنبياء الله، مستمرة لكل من يسير على نهجهم، ويدعو بدعوتهم، هذه هي الحقيقة الناصعة التي يسجلها القرآن الكريم في حق النفر السوء (إن الذين يكفرون بآيات الله، ويقتلون النبيين بغير حق، ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم). فبعد الجرأة على أنبياء الله، تكذيباً وتسفيهاً ووشاية وخيانة وغدراً وإثماً وقتلاً، جعل أصحاب التاريخ الأسود منهجهم وديدنهم قتل (... الذين يأمرون بالقسط من الناس) هكذا في عموم يستغرق الأخيار بغض النظر عن الجنس واللون والدين، فحيثما توجهت في هذا العالم تجد عصابة الشر قد أنشبت أظفارها في عنق (الحكومات) و(المجتمعات) و(الجماعات) و(الأفراد) لتسوق الجميع إلى المستنقع الآسن، حيث يفصل رأس نبي الله يحيى، أو يُسيّر كرنفال البؤس والشقاء واللعنة في جريمة كان قصدها صلب المسيح، عليه السلام، وماتزال تسعى إلى صلب كل من يسير على نهجه الحق.

يوم الجمعة الحزينة أو الجمعة العظيمة، هو يوم للعظة والعبرة للمسلمين والمسيحيين على حد سواء. يوم الإدانة للجريمة الأنكر التي استوفت كل شروطها وأركانها، بغض النظر عن الشخص الذي وقع عليه الفعل الجنائي. ويوم تقرع فيه الأجراس للإمبراطور الروماني، الذي يندفع وراء عصبة الشر لقتل (الذين يأمرون بالقسط من الناس).

نؤمن أن السيد المسيح عليه السلام سيعود ليكون له شأن مع الأفاقين والكذابين وأكلة الربا والسحت وعبدة الدرهم والدينار. وحتى ذلك اليوم نتوجه بالدعوة إلى أخيار العالم أجمع لفك هذا الحلف الدنس بين المفسدين والطغاة. إنه لا بد للأخيار الذين يسوؤهم كل ما يقع على الآمرين بالقسط من الناس أن يتكاتفوا ويتعاونوا لقطع الطريق على مسلسل الشر لئلا يبلغ مداه.

مسلمون ومسيحيون يجمعنا حب السيد المسيح وتقديسه والشهادة بالطهر لأمه العذراء البتول وهذه نقطة بداية في ذكرى الجمعة الحزينة لا ينبغي أن تغيب.

21/04/2003السابق

 

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  الموقف  
  برق الشرق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  تراث  
  بيانات وتصريحات  
  بريد القراء  
  قراءات  
  شآميات  
 

 

  اتصل بنا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد ـالموقع | كــتب | مجموعة الحوار | ابحث في الموقع |ـ

| ـالموقف |  برق الشرق  | رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  | تراث  | بيانات وتصريحات |  بريد القراء |  قراءات  | شآميات  |  ـ