برق
الشرق
الحوار
الوطني
هل
يهدد صغير الممالك الفردية
ثلاث
سنوات مرت على استلام الرئيس بشار
الأسد للسلطة، وقوى المجتمع السوري
على اختلاف أطيافها تطرح مشروعاً
وطنياً متقارباً يكون مدخله حواراً
وطنياً حقيقياً، وتنبثق عنه بالتالي
حالة وطنية تميط عن سورية الدولة
والوطن والإنسان، صبغة سلبية علقت بها
منذ انقلاب الثامن من آذار، الذي جعل
فئة من الناس تستبد بالوطن وتلقي
بالآخرين أجمع خارج دائرة (الانتماء)
أو (القرار..)
القوى
(المجتمعية) السورية في إطار التغييرات
التي تشهدها المنطقة، ويشهدها القطر،
ومنذ أن تم انتقال السلطة بالطريقة
التي انتقلت بها، آثرت أن تخلع عن
نفسها ثوب (المعارضة)، لتعلن عن حالة
جديدة من (الانضمام الوطني) القائم على
التنوع الذي يغذي ويثري، لا على
الاختلاف الذي يفرق ويشرذم ؛ ذلك أن
هذه القوى: الديني منها والمدني، أدركت
بوعيها المتقدم والمتنزه عن الأبعاد
الشخصية، أن الأجندة الوطنية حافلة
بما هو موضع إجماع، وأن المشروعات
الوطنية الخاصة لن تنال استحقاقها إلا
من خلال حالة وطنية عامة تتيح للجميع
اللقاء والتعارف والحوار لدفع الأسوأ
وتحقيق الأصلح.
القوى
(المجتمعية) السورية لم تكن قط مصابة
بمحدودية رؤية، أو عمى ألوان، كانت
تدرك أن على الساحة من يقدم معادلته (الشخصية)
على العقيدة والتاريخ والجغرافيا
والإنسان والحاضر والمستقبل، ومع ذلك
فقد قالت كلمتها، وأعلنت الإيجابي من
موقفها.
هذا
الانهيار الذي يشهده قطرنا، والذي
اعترف به رئيس الجمهورية في حديثه
لمجلس الشعب ليس نباتاً طفيلياً
عشوائياً. بل هو بذر وغرس زرعه أناس
بأعيانهم ومازالوا يتعهدونه حتى تجذر
في أرض الوطن، وغدا من العسير التفكير
باقتلاعه فلقد غدا الوطن بفعل مجموعة
من (حراس المصالح) كما أطلق عليهم السيد
الرئيس غابة من الحنظل تكتسح: العقائد
والقيم والأخلاق، وتأكل الثروة
الوطنية والجهد العام، تهدد الحياة
وتفرط بكل شيء.
وحراس
(المصالح الشخصية) ينتشرون في سورية من
قمة الهرم حتى قاعدته حيث ينشئ كل
واحد، من المستفيدين من الواقع
القائم، كينونة شخصية يبذل أقصى الجهد
لحمايتها وتدعيمها وتوسيع دائرتها،
ويقف في وجه أي خطوة يقدر أنها ستنعكس
على مملكته الخاصة بأدنى ضرر محتمل أو
متوقع.
ومن
هنا فقد كان طرح القوى المجتمعية
السورية (الحوار الوطني) مطلباً
ومدخلاً، ضرباً من إقامة الحجة
وإثبات العذر أمام الله ثم أمام
التاريخ والناس، مع عميق إدراكها أن
الذين يحتلون قرار الوطن وإرادة
الشعب، والذي يظنون أنهم وصلوا إلى ما
هم فيه بعرق جبينهم، وبقوة (دباباتهم)
كما صرح بعضهم لن يتخلوا عن مكسب
حققوه، ولا عن إرث ورثوه.
المطلوب
من (القوى المجتمعية) السورية سواء سمت
نفسها معارضة أو لا، أن تفكر بالطريقة
التي تشعر الآخرين أن الحوار مخرجهم
الوحيد من سياق تقودهم المعارضة إليه.
للعلم فقط، فإن صناع الكلام في دمشق
مازالوا يلحون على فتح أبواب الحوار مع
بوش وشارون.. شارون وبوش فقط.
15
/ 7 / 2003
|