الاستراتيجية
الأمريكية ضد سورية
الضغط
ثم الضرب
كشف
معهد السلام في واشنطن ـ هكذا هو اسمه !!
ـ وهو معهد مستقل يشرف عليه الكونغرس
الأمريكي، عن الاستراتيجية الأمريكية
التي ستتبع المرحلة القادمة مع كل من
سورية وإيران.
ورأى
معهد السلام (!!) أن الحرب على الإرهاب،
يعني على الإسلام والمسلمين، ستستمر
سنوات عديدة، وأنها ستنفذ على مراحل،
وأن سورية وإيران ستكونان على الدور
بعد أفغانستان والعراق. بينما بدأت
عملية التحضير الأولى لزج اسم العربية
السعودية وربما مصر في السياق التالي.
أهداف
الحرب الأمريكية (الاستباقية) على
الإسلام والمسلمين تتركز في كسر شوكة
الأمة، لإبقائها على هامش الوجود
الحضاري العالمي، وطمس هويتها
لاستلحاقها كما حدث لشعوب كثيرة على
رأسها (اليابان) التي استسلمت للإرادة
الأمريكية بعد كسر الشوكة في (هيروشيما
وناغازاكي). وثالثاً استلاب ثروات
المنطقة وتحويلها إلى سوق استهلاكي
للسلع والأفكار، في إطار المشروعين
الصهيوني والرأسمالي.
في
تقرير (معهد السلام) الأمريكي أن
المرحلة الثالثة في الحرب على
الإرهاب، بعد مرحلتي أفغانستان
والعراق، ستكون مختلفة كثيراً عن
سابقاتها. وستكون أيضاً أكثر تحدياً !!
عبارة أكثر تحدياً هذه هي جزء من سياسة
التضخيم التي يتبعها المروِّج
الأمريكي، لتجسيم الخطر الموهوم،
وإبراز الضرورة التي تسوغ الانقضاض
عليه.
يعلل
الاستراتيجي الأمريكي عنفوان التحدي
في الحرب المقبلة على سورية وإيران
بأمرين:
الأول
أنهما ليستا منعزلتين عن العالم كما
كان العراق. والثاني أن الشعبين
الإيراني والسوري مشهوران بروح وطنية
عالية، تدفع كل منهما للالتفاف حول
حكومته إذا تعرضت لضغط خارجي.. لذا فإن
أي ضغط أمريكي على أي من هاتين
الحكومتين ربما سيزيد التأييد الشعبي
لهما.
ومع
إقرارنا بأهمية الحقيقة الثانية،
وواقعيتها، إلا أننا لن نبتلع الطعم،
لننساق حسب ـ مفهوم المخالفة ـ إلى أن
الشعب العراقي الشقيق، ولا أي شعب عربي
آخر كان أو سيكون أقل تحمساً والتصاقاً
بوطنيته. إن وجود حفنة من العملاء
العراقيين لن يعيب الوطنية السامية
لشعب العراق العظيم.. الذي يقف اليوم
بجمعه، وكل حسب طريقته في وجه الاحتلال
الأثيم.
الخطة لمواجهة سورية حسب ـ
معهد السلام الأمريكي ـ ترتكز في
مرحلتين: مرحلة الضغط لاستخلاص أكبر
قدر من التنازلات على طريقة شارون مع
الفلسطينيين، وهو المنهج الذي يبدو
ناجحاً في سياقه الأمريكي هذه الأيام.
وعقب مرحلة الضغط يتحدث التقرير عن
مرحلة الضرب، فيقول تقرير معهد السلام
من واشنطن:
(إذا
قررنا غزو سورية لن نحتاج إلى قوات
كثيرة، لكن الشعب السوري مشهور
بوطنيته، وسورية لها مكانة خاصة وسط
العرب، بما في ذلك أصدقاؤنا. إذا غزونا
سورية سيسبب لنا حزب الله كثيراً من
المشاكل..).
واضح
أن الاستراتيجية الأمريكية ترى في
المقاومة الشعبية العقبة الأساسية في
وجه مشروعها لتوجيه ضربة عسكرية
لسورية، تعتبرها بمثابة الضربة
القاضية لاستئصال أي ممانعة سورية
محتملة في وجه المشروعين الأمريكي
والصهيوني.
ومن
حيث انتهى الاستراتيجي الأمريكي ينبغي
أن يبدأ الاستراتيجي السوري. إن
المراهنة على المناورة السياسية،
والخوض في سجال التنازلات مع الولايات
المتحدة لن تغني عنا في صراعنا فتيلا.
المقاومة
الوطنية بأشكالها هي التي تتخوف منها
واشنطن، وهي التي تثبت جدواها اليوم
على الساحة العراقية، وبناء أساس هذه
المقاومة بمرتكزاتها: العقائدي
والمدني ينبغي أن يكون نقطة البداية في
التفكير الوطني السوري.
3
/ 12 / 2003
|