آخر تحديث يوم السبت 06 - 03 - 2004م

.....

الإصلاح المثير للحساسية

أصبح الإصلاح المطلب، (ليلَى) المتعددة في قلوب العاشقين.. كل يغني على (ليلاه) هكذا تقول العرب، وهكذا هول حال المطلب الإصلاحي في قلوب مشايعيه.

الإدارة الأمريكية تريد إصلاحاً يحقق لها أموراً ثلاثة: الأول.. يجعل من (الصهيوني) في صورته الشارونية سيداً معترفاً به ومطاعاً في الواقع العربي والإسلامي. والثاني: يفتح آبار الثروة العربية وأبواب الأسواق العربية للشركات الأمريكية العابرة، كالصواريخ الأمريكية، للقارات. والثالث: يعود بالإنسان العربي إلى مسلاخه الذي كان عليه في الخمسينات والستينات (كريم) إلى حد أن يتنازل عن مفتاح سيارته لنادل الفندق، الأمريكي. وينفق ميزانية دولة صغيرة في ليلة من ليالي القمار ليس في مونتي كارلو وإنما في لاس فيغاس.

والحاكم العربي يطالب هو الآخر بالإصلاح.. الإصلاح الذي لا يحد من سلطاته، ولا يدخل الخلل على هرم الفساد الذي يتكئ عليه.. فهو يريد أن يحتفظ لنفسه بمكسبين فقط أن يظل الزعيم الأوحد وإلى الأبد.. وأن يكون آمر الصرف الذي لا يسأل عما يفعل.. وما عدا ذلك فهو لا حساسية لديه من كل ما قد يفرض عليه.

المواطن العربي يريد الإصلاح سلماً إلى الحد الأدنى من الكرامة والحرية. يريد أن ينعم بالقدرة على التفكير، وعلى الاجتماع لأكثر من خمسة أشخاص، وعلى أن يشارك في اختيار الرئيس الذي يحكمه ولو لمرة واحدة في حياته. وإذا استرسل به الحلم أكثر طالب بحقه في الانتساب إلى ناد ثقافي أو تشكيل حزب سياسي.

المرأة العربية هي الأخرى لها من الإصلاح (ليلاها) إنها تنتظر من الإصلاح أن يسمح لها باختيار لون الثوب الذي تلبس وطوله، وأن يكف رئيس في مكانة الرئيس الفرنسي جاك شيراك عن التدخل في اختيارها لقطعة القماش التي تذب بها عنها أعين الطامعين.

المرأة العربية تنتظر من الإصلاح.. أن يرد عليها جثة ولدها الذي قتلوه، أو زوجها الذي اعتقلوه، أو أخيها الذي شردوه.. ومن هنا يبدو الإصلاح مثيراً للحساسية، ومحتاجاً إلى الكثير من التدرج والتدريج. وما علينا إلا أن ننتظر.

6 / 3 / 2004