آخر تحديث يوم الثلاثاء 20 - 01 - 2004م

.....

انفجـار الأمومـة

فلسطين بطالة وفقر ومياه ملوثة وسوء تغذية ومرض متفش وجنود على الحواجز يصنعون الموت. حياة الفلسطيني مؤطرة بإطار من الدم والذل والقهر والعدوان لم يعد هناك فرق بين الحي والميت إلا هذه الأنفاس التي تتردد فتشيع في جسد صاحبها موجات من الألم بينما عبر الآخر من عالم الألم إلى عالم السكينة.

لماذا يتفجرون أو يفجرون ؟ ولكن الأولى أن نسأل لماذا لا يتفجرون ويفجرون وكل شيء حولهم يدعوهم إلى تجاوز العقبة المؤلمة والنفق المظلم الذي وضعهم فيه بوش إلى العالم الأرحب.

الموت راحة. وهو في الوقت نفسه يصنع الغد الأفضل لأحبابهم ولأوطانهم فشارون وعصابته لا يفهمون غير هذه اللغة أخذاً وعطاء. وفي كل يوم يقوم سوق الموت على كواهل الفلسطينيين ويضم سفر الشهادة قوافل جديدة شباب ورجال فتيات وأمهات الكل قد انخرط في اللعبة التي لم تكن من خياره قط وإنما فرضها عليه عالم متوحش وغيلان من الساسة الحمقى الذين لا يعرفون حقائق الحياة.

الاستشهادية الفلسطينية (ريم) تتقدم خطوة في دروس التحرر والتحرير فلقد قطعت الحبل السري بينها وبين طفلين ترتبط بهما أكثر من ارتباطها بالحياة. لترسل رسالة إلى أمهات العالم أجمع تحرك فيهن المشاعر وتدق فوق رؤوسهن أجراس الألم والحزن. ضمخت ريم رداء الأمومة الحاني بلون الدم، فكانت شظايا الأمومة الإنسانية التي اغتالها الظلم والطغيان وضغطها الاحتلال حتى الانفجار !!

تذكر (ريم) كل أم في هذا العالم، تختضن طفلها، أو تقوم في جوف الليل لتتفقد غطاءه ووطاءه أن ثمة أمهات على أرض فلسطين حاصرهن الرئيس بوش وإدارته والشعب الأمريكي المساند لهذه الغيلان البشعة، لينتزع منهن الإحساس بالآدمية والإحساس بالأمومة والإحساس بالحياة.

فتشظى جسد ريم على أرض فلسطين تعبيراً عن الإباء، وعن رفض الانسلاخ من الأمومة المرهفة، والخضوع لسياسات الرهق والإذلال.

20 / 1 / 2004