برق
الشرق
الاتحاد
البرلماني العربي في دمشق
حقيق
على البرلمانيين العربي أن يتوجهوا
إلى دمشق، وجميل منهم أن يرفعوا شعار (الوطن
العربي كله سورية)، لأن الوطن العربي
ينبغي أن يكون كله سورية عندما تكون
سورية في قوس الأزمة، وينبغي أن يكون
كله العراق عندما تكون العراق في قوس
الأزمة، وينبغي أن يكون كله فلسطين
مادامت فلسطين في قوس الأزمة.
المطلوب
من البرلمانيين العرب وهم رجال الرأي،
وأصحاب المشورة في هذا الوطن الكبير،
شيء غير الدعم الانفعالي، والخطابات
العاطفية، شيء غير الإشادة والدعم
والتثمين والتقدير.. ذلك أن ما قدمته
هذه المؤتمرات لفلسطين وللعراق أصبح
مادة لسخرية الساخرين وتهكم المتهكمين
من أعداء الأمة الذين يرمونها
ورجالاتها بكل نقيصة.
ليس
المطلوب من البرلمانيين العرب أن
يوقعوا شيكاً مفتوحاً على بياض،
بالتأييد بمعسول الكلام للحكومة
السورية، والحطب في حبالها، وشن ألوان
من الحرب الكلامية على أعدائها
الأمريكان والصهاينة ومن وراءهم
أجمعين.
البرلمانيون
العرب مطالبون أن يقفوا إلى جانب سورية
(الدولة) لا سورية السلطة، سورية الوطن
والإنسان لا سورية الفرد أو الحزب.
تعيش
سورية اليوم تحت قوس أزمة حقيقية.
ولهذه الأزمة مخارجها الموضوعية التي
تبدأ من إعادة النظر في المنهج
والمسار، في بناء الذات، والتأسيس
للتصدي للهجمة الشرسة.
والمطلوب
من البرلمانيين العرب أن يقدموا جردة
من النصائح العملية المبرمجة التي
تعين الحكومة السورية على الخروج من
أزمتها، وهذه الجردة أو الأجندة لا بد
أن تمر على نقاط مفصلية أهمها:
إن
أول منطلقات التصدي للهجمة والتغلب
على الأزمة، تكون بالعودة إلى الشعب
السوري.. العودة إلى (الديموقراطية)
التي تشرك كل مواطن في قرار وطنه وفي
الدفاع عنه. على البرلمانيين العرب ألا
تستجرهم المجاملة إلى أكثر منها
ليقعوا في بحار المداهنة وما هو أكثر
من المداهنة.
الجيش
العقائدي.. الذي بناه صدام حسين وغذاه
من دم الشعب وعرقه لم يصمد ساعة في قتال..
إن الذي صمدوا على الذلة ثلاثة عقود
طمعاً ورغباً باعوا سيدهم وباعوا
وطنهم في ضحوة نهار!! هذا درس ينبغي
ألا يغيب عن السلطة في سورية.
وهذا
هو الدرس الذي يجب أن يتوقف عنده
البرلمانيون العرب في دمشق.. يجب أن
يتوقفوا عند الشعب السوري المعزول
والمشلول بالمادة الثامنة من الدستور
والتي تعلن حزب البعث العربي
الاشتراكي وصياً على الدولة والمجتمع.
يجب
أن يتوقفوا عند القوى السياسية في
سورية المحكوم عليها بالموت
وبالاعتقال وبالتشريد وفق قوانين
جائرة لا نظنها تقود الدولة إلا إلى
المزيد من الإحباط والانهيار.
البرلمانيون
العرب يجب أن يتوقفوا عند حالة
الطوارئ، وعند مظاهر الفساد، بما أنهم
قد تحركوا لنصرة سورية، فعليهم أن
يأخذوا مقام الناصح والمستشار..
والمستشار مؤتمن.
لا
أن يدلفوا ويخرجوا في تظاهرة احتفالية
تصب الزيت تحت العجلات المنزلقة إلى
الهاوية. المزيد من الخطابات
والبيانات النارية من البرلمانيين
العرب ستذكرنا بدور ذلك الذي أشارت
إليه الآية الكريمة (فدلاهما بغرور..).
3
/ 11 / 2003
|