برق
الشرق
عبرة
الانتخابات الصهيونية
مع
أننا لا نعول كثيراً على الانتخابات
التي تجري على أرضنا المحتلة في فلسطين.
ولا نرى كبير فرق بين سياسات حزبي
العمل والليكود، أو بين الغربان
والبغاث، إلا أن النتائج المتواردة
منذ اتفاقيات أوسلو، سيئة السمعة،
تؤكد أن الغاصبين لا يقبلون منا حتى
الاستسلام.
قتل
رابين كان عنواناً لحقيقة واضحة، ومن
ثم نشيج التهديد والوعيد الذي يعتبر
مدخلاً للنجاح في كل انتخابات تجري على
أرضنا المحتلة، وإطلاق متوالية من
اللاءات المتزامنة مع عمليات القتل
والتدمير والتشريد، واتباع سياسات
الأرض المحروقة ؛ كل ذلك يؤيد ويؤكد
الحقائق الساطعة أن القوم يرفضون أي
شكل من أشكال العلاقة المدنية، حتى
القائم منها على أساس الاعتراف
بأولوية (سارة) وتقدمها على (هاجر) في كل
المجالات.
كثير
من بني قومنا المصابين باضطراب
البصيرة يعزون غلبة تيار الغربان، إلى
عمليات المقاومة التي يمارسها أصحاب
الحق في الدفاع عن حقهم!! وفي تصورنا
أنه لولا عمليات الإقلاق والإشغال،
التي تجسدها المقاومة بكل أشكالها،
لامتدت أبصار القوم في قفزة واحدة من
شرم الشيخ وسعسع إلى قمة جبل الأقرع
كما قالها شاعر آثر أن يبقى مجهولاً في
يوم من الأيام.
وأمام
حقيقة أن العدو ليس (شارون) ولا (نتنياهو)،
ولا الإدارة الصهيونية، والتي نأتي
على أنفسنا أحياناً فنسميها متغطرسة
أو معربدة، وإنما العدو هو هذا الكيان
القائم على الاغتصاب والعدوان
والاحتلال، بكل فرد من أفراده، إن
إرادة العدوان، وحب القتل تجري في
شرايين القوم جريان الدم، حقائق مطلقة
تشرب مع نصوص التوراة المحرفة، أو
التلمود المحشو بقوانين مريضة، لأناس
ما عرفوا في تاريخهم الطويل إلا المكر
والكيد حتى لأنبياء الله.
هذه
الحقيقة في استراتيجية القوم، توجب
علينا أن نبحث لأمتنا عن مخرج حقيقي من
هذا الوباء الذي حل بأرضنا، وراح يفتك
بالحرث والنسل. وأول مقتضيات هذا
الإدراك أن نكف عن جعل حواديت (السلام)
مشاجب نعلق عليها عجزنا ووهننا
وهواننا.
شارون
باق، وإذا مات شارون قام خلفه ألف
شارون كل واحد منهم جدير بأن يجعلنا
نأسى، إن بقي لنا أسى، على النباش
الأول. إذ كم تحدثنا من قبل عن شامير،
ومن قبله عن بيغن، وكم ضربنا بهما
الأمثال!!
إن
معركتنا ليست مع أشخاص، ولا مع إدارات،
أو حكومات أو أحزاب، معركتنا مع كيان
حاقد مغتصب مصر على العدوان
والاغتصاب، كل فرد فيه.
هذا
ما تقوله نتائج الانتخابات الصهيونية
على أرضنا المحتلة، وهذه هي العبرة
التي يجب أن نستخلصها، وهذه هي
المعادلة بأبعادها الحقيقية. ويبقى أن
نتساءل: فماذا نحن فاعلون ؟!
30
/ 1 / 2003
|