صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الأربعاء 16 - 07 - 2003م

 ـمركز الشرق العربي التعريف  |  دراسات  |  متابعاتقراءات  | هوامشرجال الشرق  |  من أرشيف الشرق | مشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | البحث في الموقع |ـ

.....

   

رؤية

برق الشرق

إلى متى يظل القمع شهادة حسن سلوك

امتناع الولايات المتحدة عن التوقيع على اتفاقيات المحكمة الجنائية الدولية، وإقدام بلجيكيا من ثم على طي قانون محاسبة مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية يؤشران على بعد غير (حضاري) في دول تزعم أنها بلغت من الرقي الإنساني أوجه، وأنها أعلت فوق كل شريعة شرعة (حقوق الإنسان).

الموقف الأمريكي والأوروبي ينبئ بشكل خاص على أن القمع، والجريمة الإنسانية، هي بعض آليات هذه الدول بل هذه (الحضارة) المادية في مسعاها للسيطرة على الإنسان وتطويعه لإرادتها، وأن هذه الحضارة المتمثلة في أشخاص القائمين عليها، ماتزال تعتمد عملياً سياسات التمييز العنصري حين تنتصر لبعض الأوالف من الحيوانات على أرضها، وتمارس الفظاعات أو تغضي عليها حين تقع على من تعتبرهم أعداءها !!

منذ سقوط بلادنا صريعة بأيدي المحتل الأجنبي في النصف الأول من القرن العشرين، ومن ثم بأيدي مجندي هذا المحتل في النصف الثاني من ذاك القرن وحتى اليوم، تدار حرب وحشية لا هوادة فيها على كل من يستعصي على الإدارة الاستعمارية بأطوارها وأدوارها وتجسداتها المختلفة، وتحت ستر الملاءة الإعلامية المسيطرة والمتنفذة، وفي صمت بهيم كما ظلمة الليل يتاح لمجندي الاستعمار أن يمارسوا ألواناً من العدوان على إنسانية الإنسان.

الملفات التي تفتح اليوم في العراق، نفذ أكثرها والولايات المتحدة هي الحليف والمرشد والموجه للسياسات، (الحرب مع إيران، وما جرى في حلبجة) كان جزء من الرغبة الأمريكية، ولذلك نال الاستحسان والمباركة الأمريكيين.

فالنظام العربي (المحلي) يقمع من تصنفهم الولايات المتحدة أعداء لها، بحق أو بغير حق، ويقوم بدور مستخدم المهمات القذرة، التي يترفع صاحب القفاز الأبيض عن ملابستها.

وهكذا مرت وتمر في عالمنا العربي والإسلامي جرائم لا أرض ولا سقف لها، وهي في حقيقتها عدوان سافر على الحياة والإنسانية، مهما تكن ذرائعها، ودائماً ترى الولايات المتحدة في تلك الأعمال خدمات جلى يستحق أصحابها المكافأة والمزيد من الدعم والتأييد. وعلى أساس هذه الرؤية الأمريكية نرى الطغاة يستقرون ويستمرون !!

ومع أن أعنف الحملات النوعية هذه لم تحقق النتائج المرجوة منها داخلياً وإقليمياً ودولياً إلا حيث يعشعش الجهل في أذهان بعض الواهمين ؛ فإن سياسة القمع هذه تدخل في هذه الأيام ومع الهوس الأمريكي بموضوع الإرهاب، طوراً جديداً، قد يكون أكثر ظلاماً ومأساوية من كل المراحل التي سبقت.

لقد أفرزت سياسات الإذلال والقهر وتجفيف المنابع والإقصاء والاستئصال، بمدارسها وأساليبها المختلفة للعالم أفعالاً تتسم بالكثير من الفوضى والقسوة واللامعقولية، وهي من جنس أفعال الطغاة أنفسهم، وإن لم تكن تحمل قدرتها على الضبط والتنظيم.

من حقنا منذ الآن، وإن كان ذلك واضحاً لنا من قبل، أن نعتبر كل عدوان على إنسانية الإنسان، أو كرامة الفرد حيثما وقع هذا العدوان فعلاً أمريكياً محضاً يتم بعلم وموافقة الإدارة الأمريكية في المسالخ البشرية التابعة مباشرة لها.

ونحن متأكدون أن العديد من الأنظمة تنال بركتها الأمريكية، بما تقدمه من قرابين حية في هيكل التبعية المطلق، من كرامة أولئك الذين سكبت الولايات المتحدة عليهم الزيت لإحراقهم.

على الولايات المتحدة أن تدرك أن قمع الشعوب والعدوان على إنسانيتها، وحرمانها من حقوقها في التفكير وفي تقرير المصير لا يمكن أن يكون شهادة حسن سلوك تمنحها للأنظمة القائمة بأمرها، وأن هذه الأنظمة ذاهبة كما ذهب شاه إيران وصدام حسين، وأن الشعوب وحدها هي الباقية وهي التي يجب أن تضع قواعد تعاملها.

16/07/2003السابق

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  برق الشرق  
  بوارق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  بيانات وتصريحات  
  قراءات  
  شآميات  
 

 
 

اتصل بنا

 
   
   
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار  | تقارير حقوق الإنسان | ابحث في الموقع |ـ

| برق الشرق بوارق رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  |  بيانات وتصريحات  |  قراءات  | شآميات  |  ـ