صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الأحد 22 - 02 - 2004م

 ـمركز الشرق العربي التعريف  |  دراسات  |  متابعاتقراءات  | هوامشرجال الشرق  |  من أرشيف الشرق | مشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | البحث في الموقع |ـ

.....

   

رؤية

ملف المعتقلين في السجون السورية

الانتقام !!

في كل بلدان العالم، وتحت سماء كل النظريات السياسية البدائية منها والحداثية يتم الاعتقال السياسي لأحد أمرين: الأول للحصول على المعلومة من المعتقل. والثاني للحد من تهديده (لأمن السلطة) التي تعتقله. فإذا استنفذت أي سلطة سويِّة ما عند المعتقل من معلومات، ثم شعرت أنه لسبب أو لآخر لم يعد يشكل تهديداً لأمنها، ونرجو أن يلحظ الفرق بين (أمن السلطة) و(أمن الدولة) بمعناها الحقيقي، فإنها تشعر أن بقاء هذا الإنسان في سجونها وعلى ذمتها عبء إنساني وسياسي واقتصادي فتبادر فوراً إلى إطلاق سراحه للتخفف من هذا العبء.

السلطة غير السويّة هي وحدها التي ترى في الاحتفاظ بالبشر في سجونها، لا لمعنى، إشباعاً لرغبات وأحاسيس سادية مريضة، تتعلق بعالم النفس أكثر من تعلقها بعالم العقائد والأفكار أو سياق السياسات.

يتأمل المرء هذه الحقائق وهو يقف أمام ملف المفقودين السوريين، الذين ماتزال أسماؤهم معتقلة خلف قضبان السجن وتحت بساط السجان.. أناس قتلوا ودفنوا وأرمُّوا، كما تقول العرب، ولكن عذابات أهليهم المنتظرين خلف الأسوار، ماتزال تشبع رغباتٍ من ذلك النوع الذي تحدثنا عنه، ولذا لم تجد حتى الآن استغاثات المستغيثين، ولا نداءات المنادين ولا نصائح الناصحين بالإفراج عن الرمم في القبور، نكتب هذا، ونحن نقرأ عن مفاوضات لإعادة رفات كوهين، مهندس استطلاع حرب السابعة والستين، إلى زوجته وأهليه، لتقر عين (ناديا كوهين) التي أطلقت منذ أيام حملة لاستعادة رفات زوجها.

ويراجع المرء تلك الحقائق أيضاً، وهو يتأمل قوائم المعتقلين السوريين الذين أنهكتهم العلل، وتجاوز وجودهم الزمن، بعد ربع قرن من الاعتقال في الظروف التي لا نريد أن نفيض فيها الآن.. فأي خطر يشكله هؤلاء على (أمن السلطة) التي تستعد لمقاومة (إسرائيل) ومجابهة المشروع الأمريكي، ثم تتخوف من فرد ضعيف واهن أكلت أَرَضة السجن  قواه، ولم تبق منه إلا ما أبقت الأرضة من صحيفة قريش القاطعة الظالمة.. ؟!

نراجع هذه الحقائق ثالثاً، ونحن نقرأ أن رئيس لجنة الحريات وحقوق المواطنين في مجلس النواب الأردني (الدكتور جمال الضمور) يسعى لتحريك ملف المعتقلين الأردنيين في السجون السورية !! كما أننا مانزال نسمع أصواتاً لبنانية تطالب ليل نهار بالمعتقلين اللبنانيين هناك.. فأي خطر يمكن أن يشكله فرد أردني إذا عاد لوطنه ليعيش في الكرك أو معان أو عمان، وآخر ليعيش في بيروت وطرابلس وتل الزعتر والمختارة على أمن السلطة السورية: الكيان والإنسان.. ؟!

اليوم وصرخات الحرب المسعورة تتطاير فوق رأس السلطة في سورية، وهي مصممة فيما يبدو على الاستجابة لكل متطلبات القوي المخيف. المطلوب من هذه السلطة أن تراجع ذاتيتها الداخلية، وأن تخط سطراً أبيض في محيطها الوطني والعربي. المطلوب أن يقرأ البعثيون العرب في ديوان العرب:

وليس كريم القوم من يحمل الحقدا

وغير الحقد القديم لا يفسر علوق هذا الملف حتى هذا الحين.

22 / 2 / 2004السابق

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  برق الشرق  
  بوارق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  بيانات وتصريحات  
  قراءات  
  شآميات  
 

 
 

اتصل بنا

 
   
   
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار  | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | ابحث في الموقع |ـ

| برق الشرق بوارق رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  |  بيانات وتصريحات  |  قراءات  | شآميات  |  ـ