برق
الشرق
المطلوب
إعادة الانتشار الأمني
كانت
إعادة الانتشار السوري في لبنان خطوة
إيجابية محسوبة ومترابطة ترابطاً
وثيقاً مع استحقاقات دولية (أمريكية)
وإقليمية (...) وداخلية (المطران صفير)
ومجموعة قرنة شهوان. كما أنها اعتمدت
نظرة مستقبلية آخذة بالاعتبار أوضاع
المنطقة في مرحلة ما بعد الحرب
المتوقعة على العراق، وتداعياتها
وتقدير (العربي) التالي بالدور فيها.
إن
دلالات إعادة الانتشار السوري في
لبنان رمزية، بالدرجة الأولى، فانتقاص
(السيادة) أو (الحرية) لا يصنعه جندي
متمركز في زاوية حي، أو مركز أمني في
منطقة أو بلدة، وإنما تصنعه الإرادة
السياسية المتلبسة بصانع القرار.
وصانع
القرار على الصعيدين: السوري
واللبناني، وإذا شئنا على الصعيد ـ
الداخلي ـ لايزال رغم كل الاستحقاقات
والتداعيات حريص على مراقبة مدخلات
الحياة العامة ومخرجاتها بمنظاره هو،
ومايزال يقومها بناء على مصلحته هو !!
ولقد
أقنع (صانع القرار) هذا، جهاتٍ دولية
كثيرة أن القبضة الأمنية الصارمة هي
الأجدى في مثل المنطقة التي ابتُلي بها
من هذا العالم. وكم تباهى صانع القرار
بنجاح تجربته في الوصول بسقف الحياة
العامة في القطرين إلى (القرار).
وكان
من ضمن القناعات المنتزعة من الآخرين
أن الكينونة في (القرار) هي في الصيرورة
المطلقة لمصلحتهم وراء البحار وأمامها
على حد سواء !!
لعبة
مكشوفة دامت أربعة عقود، كان المستفيد
الأول والثاني منها هم الآخرين !!
واليوم،
وأمام تداعيات الوضع الدولي
والإقليمي، وما يراد لأمتنا ومنها في
الآفاق الحضارية والعقائدية، وعلى
الصعد السياسية والاقتصادية، يبدو أن
الدور، قد انتهى، وغدا الطالب مطلوباً.
إن
خطوة إلى الوراء على الصعيد اللبناني
أو السوري لا تكفي، ولا تخرج القطرين
من دوامة الواقع الأليم، إن المطلوب هو
مراجعة جذرية للموقف العام من الوطن
والإنسان.
المطلوب:
إعادة انتشار فكري ونفسي، تعيد تقويم
التجربة، وتحديد المواقف، وتلامس جذور
الماضي ومقتضيات الحاضر، واستحقاقات
المستقبل.
المطلوب
إعادة انتشار أمني لا يفرج عن رياض سيف
ومأمون الحمصي فقد، وإنما يفرج عن
الوطن كل الوطن، وعن المواطن: العقيدة
والرأي واللسان، عن الشريك في صنع
القرار، وتحمل المسؤولية، وخوض غمار
معركة الدفاع عن الذات.
العدو
كما يقول كثير من المحللين بات على
الأبواب، ولن تنجح خطوة إلى الأمام مرة
هنا وأخرى هناك إلى لم الشمل ورص الصف
وتجسير الفجوات. وسياسات العدو أسرع من
سياسات (خطوة .. خطوة) بل من سياسات خطوة
إلى الأمام وأخرى إلى الوراء فهل يعتبر
أولوا الأبصار.
23
/ 2 / 2003
|