برق
الشرق
خلفيات
العدوان على شعب العراق
عبد
الله أبو فضل
منذ أن بدأت الاستعدادات
الحقيقية للعدوان على شعب العراق قبل
عدة اشهر , طرحت في مختلف أنحاء العالم
الكثير من الفرضيات والاستنتاجات عن
حقيقة وهدف العدوان الذي اصبح اليوم
واقعا ,
ولماذا تم اختيار العراق بالتحديد
ليكون هو مسرح عملياته , وقد تراوحت تلك
الاستنتاجات والافتراضات بين اعتبار
السيطرة على نفط العراق باعتباره
الهدف الحقيقي للحرب وبين من ما كان
يتم الترويج له عن أسلحة مزعومة للدمار
الشامل في العراق , إضافة إلى فرضيات
أخرى تراوحت بين هذا وذاك , غيران أي
منها باستثناء قلة قليلة لامست كبد
الحقيقة الأساسية والتي تؤكد أن الهدف
الحقيقي للحرب هو العمل على
تأمين الصهاينة المحتلين لفلسطين
سواء على صعيد تنفيذ مخططهم ضد الشعب
الفلسطيني داخل الأراضي المحتلة , أو
على صعيد تسهيل
مهمتهم المقبلة في تنفيذ مخططهم
الأكبر لإنشاء دولتهم المزعومة من
الفرات إلى النيل وربما إلى ابعد من
ذلك بكثير.
ومن يلاحظ التصريحات
الأمريكية التي قيلت أو التقارير التي
تم الكشف عنها خلال السنوات والأشهر
القليلة الماضية سيجد بجلاء الكثير من
الإشارات التي تؤكد بجلاء أن الإدارة
الأمريكية التي استحوذ على كافة
مقدّراتها اللوبي اليهودي أصبحت لا
تعمل ولا تنفذ إلاّ سياسات وإملاءات
ذلك اللوبي ومن خلفه الصهاينة
المحتلين لفلسطين , وسخّرت كافة
مقدّراتها وإمكانياتها لخدمة مخططات
بني صهيون .
وقد لاحظ العالم كله كيف كان
يتنقل الإرهابي( ارئيل شارون)
رئيس وزراء العصابة المحتلة
لفلسطين وفي فترات متقاربة جدا خلال
العام الماضي بين واشنطن وتل الربيع
موحيا للذين تابعوا تلك التنقلات
الغامضة انه كان يبحث في أمور القضية
الفلسطينية وما يتعلق بها من مزاعم
المفاوضات وحصار الضفة الغربية وغيرها
, بينما المؤكد وكما اتضح الآن انه
كان يضع مع أركان الإدارة
الأمريكية اللمسات الأخيرة على مخطط
العدوان على بقية المنطقة العربية
وسبل تمهيد الطريق أمام استكمال
المشروع الصهيوني في إقامة الدولة
اليهودية المزعومة بعد اتضاح هوان
العرب وقلة حيلتهم .
أيضا , من تابع تصريحات
المسئولين الأمريكيين السابقين
واللاحقين سيكتشف بسهولة أن تلميحات
كثيرة كانت تصدر بين الحين والآخر على
ألسنتهم , والتي كان يتم من خلالها
الكشف عن حقيقة استهداف العرب بكاملهم
, وكانت من بين أوضح تلك التصريحات
ما كان قد أعلنه نائب الرئيس
الأمريكي السابق ـ الغورـ والذي قال
فيه حرفيا : ( إن الحصار الذي فرضته
أمريكا على العراق وإيران وليبيا
والسودان هو لحماية أمن إسرائيل ) , كما
أن من لاحظ الفرحة العارمة التي قوبل
بها قرار بدء العدوان على شعب العراق
في تل الربيع صبيحة بدئه , سيكتشف
بسهولة أنّ هذا العدوان الذي لم
يشاركوا في الإعداد له فقط , وإنما
كانوا هم المخططين الأساسيين
له , وانه يتم لحسابهم بكل تفاصيله
وبكل نتائجه .
لقد كان واضحا أنّ اللوبي
اليهودي والذي له أعضاء بارزون في
الإدارة الأمريكية هو الذي خطط
لهذا العدوان على شعب العراق وهو
الذي دفع باتجاهه بكل إمكانيات ضغطهم , وكان
اتباعهم في فلسطين المحتلة من
الصهاينة يتصرفون
وكأنهم هم أصحاب القول الفصل فيما يجرى
من استعدادات , ولم يكن يمر يوم واحد
يخلو من تصريح لمسئول صهيوني يحدد وقت
الهجوم على العراق ويحرّض على سرعة بدء
الحرب لدرجة دفعت بأحد المسئولين
الأمريكيين للطلب من الصهاينة الكفّ
عن تصريحاتهم العلنية بشأن الحرب حتى
لا يكتشف أحد الحقيقة.
17
/ 4 / 2003
المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
|