برق
الشرق
الإشارة
الشارونية
بغض
النظر عن البعد التحريضي لإشارة شارون
إلى إمكانية إخفاء أسلحة عراقية في
الأراضي السورية، وبغض النظر عن الإفك
الشاروني المفترى خدمة للشعب الذي
يطمع شارون في المزيد من ثقته؛ فإننا
نرى أننا لو كنا نعيش حالة إسلامية أو
قومية صحية، لأخفى العراق أسلحته، إن
وجدت، في (الكويت) وليس في (إيران) أو (سورية)
فقط. نقول هذا مع إدراكنا لعمق الجرح
الذي يفصل بين البلدين، إذ لم يكن
نشازاً على تاريخنا العربي في أدواره
المختلفة أن يقتتل الأخوة، أو يعدو
أبناء العمومة بعضهم على بعض، فذلك بعض
بلاء هذه الأمة
وأحياناً
على بكر أخينا
إذا ما لم نجد إلا أخانا
ولكننا
إلى جانب هذه الشنيعة النكراء، (شنيعة
الاقتتال الداخلي) نمتلك قدرة موازية
على السماحة والعفو والصفاء،
والاستجابة لنداء العقيدة أو نداء
الدم
إذا احتربت يوماً ففاضت
دماؤها تذكرت العربي ففاضت
دموعها
وفي
كثير من الأحيان يحل فنجان قهوة عربي،
في خيمة عربية، للمتلفعين بالعباءة
العربية أعتى المشكلات، وأكثرها
تعقيداً، ولا نظن أن ما بين البلدين
الشقيقين قد تجاوز (البسوس) أو (داحس
والغبراء).
نحن
أكيدون أن حملات التفتيش في العراق
ستبوء بالإخفاق، لأن العراق لا يملك
الأسلحة التي يبحث عنها المفتشون.
ولكنه يعاقب ربما لأنه، كما يقول بعض
المراقبين، يمتلك الإرادة لامتلاكها.
وبالتالي فإن كل عربي سيكون معنياً
بشكل أو بآخر لإنجاز المظلة النووية
العربية التي ترد كيد شارون ومن أمامه
ووراءه.
التحريض
الشاروني على قطرنا العربي السوري
ينبي بما وراء الأكمة من نيات سود
مبينة لا يكفي في التصدي لها أن ترتفع
أصوات المنددين والمستنكرين. والرد
على حملة التحريض الشارونية لتقبر في
مهدها يحتاج إلى رؤية وفكر وجهد
وإنجاز، يحتاج إلى تحطيم القواقع،
وتمزيق الشرانق، والخروج إلى فضاءات
الوطن وآفاق التحدي المطلوب.
وإذا
كنا ندرك أن الاستنكار اللفظي لن يضير
شارون ولا زمرته شيئاً سواء صدر منا أو
من الممسكين بمقدرات وطننا وقراره،
إلا أن تعبيرنا عن بالغ استنكارنا
للفعل الشاروني إنما يدخل في باب
المعذرة إلى ربنا، ومن ثم لأمتنا
وشعبنا ووطننا.
|