برق
الشرق ـ رؤية
إذا
كانت قيادتنا كما يقول إعلامنا
فلمـاذا..
؟!!
فلماذا
نحن على هذا القدر من الخوف والوهن
والضعف والفقر والذلة.. !!
إذا
كانوا إلى هذا الحد أقوياء فلماذا
أرضنا منذ أربعين عاماً مغتصبة،
وحقوقنا مضاعة ؟!
وإن
كانوا كذلك حكماء فلماذا طاقاتنا
معطلة وأرضنا بور، وخزائننا خالية،
نأكل خبز الصدقة، ونشرب ما يعاف غير
الإنسان.. ؟!
وإذا
كانوا مبدعين علميين أو علمانيين
فلماذا نحن وأوطاننا خارج التاريخ
الحضاري والجغرافية البشرية ؟! لا نذكر
بإبداع، ولا يشار إلينا باختراع ؟!
وإذا
كانوا عدلة كَمَلة كما يقول
الإعلاميون، الذين يأكلون خبز
السلطان، الذي لا سيف له، فلماذا نحن
مظلومون مشردون مقهورون ؟!
لماذا
؟ ولماذا ؟ وقد تملك أمرنا حكام
موهوبون ملهمون أفذاذ راشدون، بعيدو
الغور، واسعو الصدر سديدو الرؤية كليو
القدرة. إن قالوا أصغى الكون حيث لا
معقب، وإن أشاروا مادت الجبال أو تجيب
!!
لماذا
كلما التقى الحاكم بأولي (الحل لا
العقد) منا لم نسمع غير التقدير
والإشادة والتثمين ؟!
لماذا
لم نسمع رجلاً واحداً يعرض على
القيادات الفذة الملهمة ما عرضه
الحباب بن المنذر على قائده الرسول صلى
الله عليه وسلم يوم بدر ؟!
ولماذا
لم نر مجمعاً من مجامع القيادات
القومية أو القطرية أو التقدمية من
يتحفظ على ما يقترحه القائد، كما تحفظ
الأنصار على ما عرضه رسول الله صلى
الله عليه وسلم على غطفان يوم الخندق ؟!
لماذا
لا نسمع إذا يلتقي (القائد) (بالقيادات)
من يقول: يا سيدي لو فعلت كذا لكان أولى
بك أو بنا وأجمل ؟!
مَن
أفسد مَن ؟!
من
عوّد الآخر على هذه الحالة المزرية من
مدود الإطناب في التفخيم والتضخيم،
والبعد عن النصح وكلمة الحق، وبيان وجه
السداد ؟! هل هو القائد الشره، كما
الحسناء اللعوب، إلى عبارات الغزل
والملق والمداهنة والرياء.. أو عبيد
الخصب الذين يستدرون بفاسد ملقهم دماء
المظلومين، وعرق الكادحين، ويستنزفون
ثروات الأمة، ويتاجرون بقيمها
وكرامتها وشرفها ؟!
كثير
من معضلات وطننا ومشكلاته معادلات من
الدرجة الأولى، نعجز منذ أربعين عاماً
عن حل أزمة المواطن على باب المخبز، أو
عن تأمين جرة غاز بطريقة كريمة !!
ومعادلات الدرجة الأولى تلك تشكل
الأحجيات التي تجمع لها المجامع،
وتستورد من أجلها العقول، وتعقد
المؤتمرات !!
لو
كانت قياداتنا كما يقول إعلامنا لكنا
جيراناً للولايات المتحدة على
الحقيقة، ولكن ليس في العراق، وإنما
هناك في بعض الولايات !!
8
/ 8 / 2003
|