برق
الشرق
الجبهة
الوطنية التقدمية
ويلي
عليها ... وويلي منها
تحت
رعاية الرئيس بشار الأسد، الأمين
العام للجبهة الوطنية التقدمية، افتتح
في دمشق صباح 22/12/2002 الاجتماع الدوري
لقيادة الجبهة الوطنية التقدمية، كما
انعقدت في المحافظات الاجتماعات
الدورية للفروع.
والجبهة
الوطنية التقدمية في سورية، هي الحجر
الكبير الذي يُضرب به الشعب السوري (
مِنَّةً ) بتعددية سياسية تستقطب القوى
الشعبية الفاعلة، وتناسب واقع القطر
وظروفه.
الملحظ
الأول الذي يؤكد على أهمية الجبهة
واللقاء، تجلى في غياب السيد الرئيس عن
جلسة الافتتاح، لا بد أنه كان مشغولاً
بأمور أكثر أهمية وعملية. وقد ناب عن
الرئيس في إلقاء كلمة الافتتاح السيد
زهير مشارقة نائب الرئيس للشؤون
الحزبية !!
أما
الملحظ الثاني فهو حضور ممثلين عن
الحزب القومي السوري بصفة مراقب للمرة
الثانية في اجتماعات الجبهة.
من
كلمة الافتتاح التي ألقاها زهير
مشارقة نائباً عن رئيس الجمهورية
نقتطف العبارات ذات الدلالة التالية.
عن
حقبة الرئيس بشار الأسد قال: السيد
النائب (.. فلقد حققت جماهير الشعب
بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد خلال
الحقبة الماضية الكثير من المنجزات في
مختلف مجالات الحياة، على قصر المدة
التي مضت على حمله الأمانة، وقيادته
المسيرة... أجل لقد كانت حقبة غنية
بالإنجازات والعطاءات والمكتسبات في
مجالات الحياة: السياسية والاقتصادية
والاجتماعية والثقافية مما يعيشه
المواطن قدراً مقدوراً في كل بقعة من
بقاع الوطن...)
ويردف
السيد مشارقة
(وإذا
كانت الجبهة الوطنية التقدمية إنجازاً
كبيراً من انجازات التصحيح المجيد،
ونتاجاً عظيماً للفكر السياسي
المبدع الخلاق لدى القائد الخالد
حافظ الأسد حققت بها سورية سبقاً على
الصعيدين العربي والعالمي في مجال
التعددية السياسية والحزبية وكان
لها دور متميز في تعزيز الوحدة
الوطنية، وتمتين الجبهة الداخلية..
فإنها حظيت بكل ما تستحق من عناية
السيد الرئيس بشار الأسد...)
ونتوقف
عند قول نائب الرئيس بكل ما تستحق
بمعنى أن الجبهة الوطنية قد استوفت
استحقاقاتها التي تمثلت كما جاء في
الكلمة ذاتها بما يلي:
(.. فقد تم السماح بافتتاح
مكاتب لأحزاب الجبهة في المحافظات،
والسماح لها بإصدار صحفها الخاصة،
وطرحها في الأسواق ـ أيضاً ـ وتوفير
الآليات التي تساعدها على ممارسة
نشاطها، وترشيح من تجد لديهم الكفاءة
والمقدرة من أعضائها لشغل مواقع
المسؤولية الإدارية والاقتصادية وما
ماثلها وزيادة تمثيلها في مجلس
الوزراء.. الخ.)
وتبدو
عبارة المسؤولية الإدارية
والاقتصادية واضحة محددة أما ( ما
ماثـلها ) فهي التي تحتاج إلى ترجمان
يجليها للسامع أو القارئ.
في
كلمات المتحدثين جميعاً تم التركيز
على قول السيد رئيس الجمهورية في خطاب
القسم في 17/7/2000 ( لو لم تكن الجبهة
الوطنية موجودة لكان علينا إيجادها )
ووصفها ( بأنها نموذج ديمقراطي تم
تطويره من خلال تجربتنا الخاصة بنا،
وقد أدت دوراً أساسياً في حياتنا
السياسية ووحدتنا الوطنية. والآن أصبح
من الضروري أن نطور صيغة عمل الجبهة
بما يستجيب لحاجات التطوير الذي
يتطلبه واقعنا المتطور المتنامي على
كل المستويات ).
وبينما
رأى الدكتور مشارقة أن الجبهة قد نالت
استحقاقاتها كافة، إلا أن السيد
دانيال نعمة في كلمته باسم الجبهة قد
رد على بعض ما جاء في كلمة السيد مشارقة
فهو قد نفى أن تكون فكرة الجبهة (
نتاجاً للفكر السياسي المبدع الخلاق...)
إذ أكد ( أن فكرة الجبهة الوطنية قديمة،
وأن جبهات وطنية كانت قد أقيمت في
العديد من بلدان المنظومة الاشتراكية،
وارتبطت إقامتها هناك بالانتقال من
الرأسمالية إلى الاشتراكية. )
إلا
أن الإثارة الأهم في حدث السيد دانيال
هي هذه الضراعة في الشكوى وهو يتساءل:
(.. وبالفعل ألا تستدعي مسيرة الحياة
وتلك المتغيرات الجارية عندنا وفي
العالم التمعن بعمق في تجربة الجبهة
بغية تعميق وتوسيع جوانب القوة فيها
مؤسسة حيادية وفي أحزابها المكونة
لها، ألا تستدعي هذه المسيرة وتلك
المتغيرات الإصغاء برحابة صدر
وباهتمام جدي إلى تلك الملاحظات
والاقتراحات التي تعبر عنها قواعد
أحزاب الجبهة، وأوساط شعبية واسعة كل
ذلك من منطلق الحكمة القائلة (صديقك من
صَدَقك لا من صدّقك ؟!!)
ثم
ألن يكون خطأ جسيماً اتهام من عبر عن
موقف نقدي ولو كان قاسياً أحياناً لهذا
الجانب أو ذاك من جوانب العمل الجبهوي،
أو إلى هذا الجانب أو ذاك من جوانب نشاط
هذا الحزب أو ذاك من أحزاب الجبهة بأنه
معادٍ للجبهة أو للحزب ثم نضيف وللنظام
بأكمله ألا يعني هذا محاولة لسد
النوافذ على كل مراقبة شعبية وكل
محاولة للإصلاح والتصحيح وبالتالي
للتحديث والتطوير ؟!!)
لا
ندري كيف نعقب على تساؤل السيد نعمة
الأخير ومن منا أولى بالجواب، ومن فينا
السائل والمسؤول ؟! وهو في موقعه
الجبهوي قد نال (كل استحقاقاته في
المكتب والصحيفة) !!
ومن
المكرمات التي حظي بها رموز الجبهة في
لقائهم السنوي الدوري مشاركة السيد
رئيس الوزراء مصطفى ميرو في اللقاء.
وقد كانت كلمته منصبة على توعيتهم
باستراتيجية الإصلاح الإداري والمالي
وتحديث الاقتصاد، كما اعتبر السيد
ميرو أن لقاءات الجبهة على مستوى
الفروع تعكس الصورة المشرقة للحياة
السياسية في سورية حيث يوفر النظام
الديموقراطي الحرية في ممارسة العمل
والمشاركة في البناء لجميع المواطنين
!!
وكانت
المكرمة الأخيرة في جلسة توعية أخرى
شارك فيها السيد فاروق الشرع وزير
الخارجية بمحاضرة توجيهية ثانية عن
الشؤون الإقليمية ومشروع السلام
والمبادرة العربية وعن السياسات
الأمريكية في المنطقة.
اجتمع
السامر، انفض السامر، وأجمع السامرون
على الشكر والتأييد وعلى التقدير
والتثمين. وكانت المنجزات العظيمة
خلال عامين ونصف: مكتب مع هاتف وصحيفة
توزع في الأكشاك هي مناط الاحتفال
والاحتفاء.
وغاب
عن اللقاء الوطن بقضاياه الأساسية
غابت /الحرية/ والعدالة/ والمساواة/
وحقوق الإنسان. غابت آلام المعذبين من
الذين يصنع الحزب القائد بقبته
المزركشة بألوان طيف أحزاب الجبهة
محنتهم.
وكل
من أشار إلى حق رياض سيف أو مأمون
الحمصي بالعودة إلى بيوتهم قيل له كما
قال دانيال نعمة: ( بأنه عدو للجبهة
وعدو للحزب وعدو للنظام... ) أو كما يقال
لنا نحن بأنه ( عدو للوطن... )
الجبهة
الوطنية التقدمية من المضحكات
المبكيات في وطننا المكلوم، نبكي على
رجال أكل الشيب رؤوسهم ثم ارتضوا أن
يكونوا دمى على كرسي المهانة، أم نبكي
على وطن كان هؤلاء المرتهنون لمصالحهم
الذاتية بعض محنته ومأساته ؟!!
28 / 12 / 2002م
|