صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الإثنين 30 - 06 - 2003م

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |   ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع | كــتب | مجموعة الحوار | البحث في الموقع |ـ

.....

   

رؤية

 برق الشرق

اعتقال الجنود السوريين .. تحت أي عنوان !!

أسفر قصف أمريكي لقافلة ركاب داخل الحدود السورية عن قتلى وجرحى وأسرى. لقد عودتنا الولايات المتحدة أن تختار لكل معركة من معاركها عنواناً مسوغاً، فحروبها العدوانية مظللة دائماً بقوس قزح (الحضارية) و(الشرعية) و(الإنسانية)، تختار من ألوان الطيف ما تشاء، فهي تارة دفاعاً عن الحرية، وأخرى دفاعاً عن حقوق الإنسان، وثالثة ضد (الإرهاب)، وهي رابعة ضد امتلاك (الطغاة والمستبدين!!) لأسلحة الدمار الشامل، وهكذا يجد ملفق الأبجدية الأمريكي دائماً عنواناً لكل معارك الولايات المتحدة، يحجب جوهرها الحقيقي المتجسد في إرادة العدوان والسيطرة.

العدوان الأمريكي على قافلة الركاب في الأراضي السورية، مع ما فيه من خرق متعمد لسيادة دولة كاملة السيادة عضو في الأمم المتحدة، جاء تحت عنوان باهت هو تعقب فلول شخصيات مهمة من (النظام العراقي) ومع أن العذر أقبح من الذنب كما يقولون، إلا أن مقاييس علم الجمال الأمريكي مرنة جداً، ولذلك فإن العنوان المرفوع يبقى جميلاً ومقنعاً مادام ممهوراً بإشهار براءة الاختراع الأمريكية.

أما احتجاز الجنود السوريين الذين قصفوا وجرحوا وأسروا على أرض وطنهم، وهم يقومون بمهامهم الوطنية، وإخضاعهم لعمليات تحقيق لابتزاز معلومات منهم من قبل وزارة الدفاع الأمريكية، فذلك الذي لم يستطع ملفقو الذرائع الأمريكية إيجاد عنوان له حتى الآن !!

في حدود علمنا، وعلم القانون الدولي، أنه ليست هناك حالة حرب بين سورية والولايات المتحدة، ولا حالة هدنة أيضاً لأن الهدنة تكون بعد حرب بدأت ولم تضع أوزارها. وفي حدود علمنا أن سورية قد أعلنت عدم تدخلها في الشأن العراقي الداخلي، مع حميمية العلاقة ووشاجة الرحم، ومن باب أولى أن نؤكد أن سورية لا تنوي التدخل في شؤون الولايات المتحدة الأمريكية، ولا إرسال شيء من بوارجها وأساطيلها لتربض على مقربة من الدار الأمريكية.. ومع كل ذلك يأتي الإصرار الأمريكي على الاحتفاظ بالجنود السوريين (الأسرى)، ولم تعترف الولايات المتحدة بهم حتى الآن (كأسرى) شأنهم شأن معتقليها من أبناء أفغانستان ! لا تريد لهم أن يتمتعوا أيضاً بحقوقهم الإنسانية وفق اتفاقية جنيف لمعاملة أسرى الحرب، فهؤلاء ربما تقول الولايات المتحدة، لم يأسروا في حرب !!

على الولايات المتحدة أن تدرك أن عدوانها على قطرنا العربي السوري، وأن احتجازها لجنود سوريين كانوا يقومون بواجبهم على أرض وطنهم، والإصرار على استجوابهم خارج نطاق كل الشرائع والقوانين الدولية موضع استنكار وشجب من كل مواطن سوري، وهو يورث شعوراً بالمهانة والغضب، ولا يدفع بالعلاقات بين الشعوب في طريقها المأمول.

إن الإغضاء الرسمي على ما جرى ويجري، والمحكوم بمعادلة أكثر إمعاناً في الانتقاص من السيادة والاستقلال، لن يسوغ للولايات المتحدة فعلتها.. فعلى الولايات المتحدة أن تقدر انعكاسات سياساتها الممعنة في الغطرسة، على ضمير الإنسان قبل ردود فعل أي نظام.

فمتى ستطلق الولايات المتحدة الجنود السوريين المحتجزين لديها، وهل سيكون الشعب السوري بأصالته وعراقته الحضارية جديراً بالاحترام والاعتذار الأمريكي وهو أقل ما يمكن أن يطلب في هذا المقام.

30/06/2003السابق

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  الموقف  
  برق الشرق  
  بوارق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  تراث  
  بيانات وتصريحات  
  بريد القراء  
  قراءات  
  شآميات  
 

 

  اتصل بنا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد ـالموقع | كــتب | مجموعة الحوار | ابحث في الموقع |ـ

| ـالموقف |  برق الشرق بوارق رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  | تراث  | بيانات وتصريحات |  بريد القراء |  قراءات  | شآميات  |  ـ