كلام
له استحقاق
*
ندعم تصريح رئيس الجمهورية للديلي
تلغراف المتمسك بحق سورية في امتلاك ما
تدافع به عن نفسها.
*
لا نريد لهذا التصريح أن يكون
استهلاكياً أو تكتيكياً. ونطالب
بتوفير استحقاقاته العملية.
*
نطالب بموقف إقليمي يصر على جعل
منطقتنا نظيفة من أسلحة الدمار الشامل.
ندعم
حديث الرئيس بشار الأسد إلى الديلي
تلغراف البريطانية الذي رفض خلاله
الدعوات التي وجهتها الولايات المتحدة
وبريطانيا إلى بلدنا للتخلي عن أسلحة
دفاعه. وندعم تأكيده أننا لن نتخلى عن
برامجنا طالما أن إسرائيل لم تتخل عن
ترسانتها النووية. وقوله (نحن بلد محتل
جزئياً ويتعرض من وقت لآخر لاعتداء
إسرائيلي.. وإنه لأمر طبيعي أن نسعى
للدفاع عن أنفسنا..)
ندعم
ذلك ونحن نعتقد أننا في عصر غدت
مسؤولية الكلمة فيه كمسؤولية الفعل
وأن لمثل هذا الكلام استحقاقات كثيرة،
ينبغي أن تراعى لكي لا يقودنا هذا
الموقف من طرب النشوة والغبطة إلى طرب
الجزع واللطمة، ولكي لا يتكرر أمام
أعيننا المشهد العراقي.
ما
عبر عنه رئيس الجمهورية، مطلب وطني
جمعي: أن نبني القوة القادرة على حماية
أمننا القومي في مواجهة التهديدات
الصهيونية، ودرء خطر مظلة أسلحة
الدمار الشامل التي يرفعها العدو
الصهيوني المتغطرس والأحمق فوق رؤوسنا.
ولكن
هذا الكلام يعني موقفاً ومسؤولية
ويحتاج إلى استراتيجية للدفاع عنه حتى
لا تكون تصريحاتنا من قسيم تلك
التصريحات التي تعودنا على سماعها من
مسؤولين كثيرين، تنطلق من خواء لتضيع
في الهواء.. ثم تدفع الأمة ثمنها من
حساب كرامتها.
معرفتنا
بالعدو وطبيعته، وبموازين القوى،
وبالظرف الدولي الذي يحكمنا يفرض
علينا مع تمسكنا بالموقف أن نضع في رأس
أولوياتنا إعطاءه استحقاقاته.
نتمسك
بالموقف، ونرفض أن يكون الكلام
تصريحاً استهلاكياً، لبعث موجة من
الخدر في العقول والأعصاب، ثم يكون
وراء الأكمة ما وراءها.. ولاسيما وأننا
لم نستطع أن نوفق بين هذا الموقف وبين
التسديد للموقف الليبي الذي أشار إليه
رئيس الجمهورية في لقاء التلفزيون
التركي، ولا في موافقة إيران على
التوقيع على متطلبات الولايات المتحدة
في هذا المضمار.. فهل كان من الصعب على
دول المنطقة المتضررة من الترسانة
الصهيونية أن تجتمع على موقف موحد،
لتلقي أوراقها جميعاً في وجه الإدارة
الأمريكية وأمام الرأي العام العالمي
مطالبة بمنطقة نظيفة من أسلحة الدمار
الشامل. هل صحيح أن سورية ستكون قادرة
على المواجهة مفردة بعد أن تنسل دول
المنطقة واحدة بعد أخرى من نادي الحفاظ
والصمود.. ؟!
نتمسك
بالموقف، ونطالب بالاستعداد للقيام
بحقه، ونرفض أن يكون الكلام مادة
استهلاكية، أو محطة تكتيكية، أو مرحلة
تمهيدية لتهيئة الأجواء لنقول للآخرين:
أنتم السابقون ونحن اللاحقون..
8
/ 1 / 2004
|