آخر تحديث يوم الثلاثاء 02 - 03 - 2004م

.....

الخوف من الشعوب

يتساءل الكثيرون لماذا.. ؟!

ويغيب الرد وراء ضبابيات التحليل والتعليل، ويبقى السؤال قائماً والجواب غير مفهوم.

والجواب الوحيد الذي يتهرب منه المتهربون أن هؤلاء الذين يسيرون بشعوبهم في بيداء الضلالة، يخافون هذه الشعوب، ويصرون على تطويعها وإذلالها بشتى وسائل القهر والإكراه المعنوي والمادي.

فعلى هذه الشعوب أن تظل في حالة (الخدر) مغيبة ومنسية وعاجزة حتى عن زراعة الرغيف الذي تأكل، ونسج الثوب الذي تلبس. أليست هذه هي مخرجات أربعين عاماً من عمر الحكومة (الثورية) التي انفردت بالدولة وإمكاناتها، وفرضت عليها رؤيتها وبرامجها وسياساتها ؟!

عُزل الشعب عن الرؤية، وعُزل عن القرار وعُزل عن العمل والإنتاج والعطاء.. تحولت مقدرات الوطن إلى أيدي فئة قليلة محرَّكة لا محرِّكة فانقادت، إلى حيث نعايش الآن، إلى واقع مريض يئن.. بحيث لم يعد أحد قادراً على طرح أكثر قضايانا الوطنية جلاء ووضوحاً بلا مواربة أو غمغمة، حتى عندما يطالبون بالجولان أرضنا المحتلة لا بد أن يقدموا بين نجواهم تعويذة الإيمان بالسلام الدائم والعادل والشامل. المنحبسون في مربع العجز مع كل ما فيه من دونية وتضييع، لا يزالون يرون في شعبنا الخطر الأكبر الذي يهدد مصالحهم، ويذهب بوجودهم !!

إنك قد تصل إلى حالة من التفاهم مع الإدارة الأمريكية، فلا تيأس.. (يناجي أحدهم رفيقه) وقد تصل إلى حل وسطٍ أو حل ربعٍ أو حل ثُمُنْ مع شارون.. فإن فقدت الكثير فسيبقى لك القليل، أما مع هذا الشعب.. !! ويمط شفتيه أو يزمهما، ويقول: سنفقد كل شيء، ولذا يجب أن نصر على (لا).

أدرك الشعب المبتلى نقطة الضعف هذه، وأدرك مسارب وهواجس هؤلاء الذين لا يفكرون إلا في دوائرهم، فبادر إلى إعلان موقفه بالإسناد المطلق لسياسات الحفاظ، وبقي رغم ذلك مثار الريبة، ومحل السخط والنقمة الأول.

شعبنا الذي رأى في مشاريع بوش وشارون ذهاباً لذاتيته ومحواً لوجوده، ورأى في نفسه القدرة على التصدي لهذه المشروعات، لو أتيح له؛ يقر بالعجز عن القدرة على إشاعة الطمأنينة والثقة في نفوس هؤلاء الخائفين.

2 / 3 / 2004