صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الثلاثاء 07 - 10 - 2003م

 ـمركز الشرق العربي التعريف  |  دراسات  |  متابعاتقراءات  | هوامشرجال الشرق  |  من أرشيف الشرق | مشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | البحث في الموقع |ـ

.....

   

رؤية

برق الشرق

كلمة السر في الوضع السوري الداخلي

يحفظ الجميع أنه قبيل الخامس من حزيران 67 بعام أوبعض العام افتعلت السلطة في سورية من الذرائع ما جعلها تضع جميع القوى والشخصيات السياسية والمدنية رهن الاعتقال. وحين وقع العدوان المشؤوم، وتمت الهزيمة النكراء التي حولها عباقرة الفلسفة البعثية إلى نصر بمعنى: أن العدو الذي احتل الأرض وشرد الإنسان عجز عن تغيير القيادة التاريخية !! لم يكن في البلد أية قوة حقيقية تتصدى للمعتدين ،أو تنظم مقاومة شعبية تأخذ على عاتقها مهمة تحرير الجولان ،فالحزب الوصي على الدولة والمجتمع كان كفيلا بوأد اي خطة شعبية تسير في هذا الاتجاه،كانت تجربة الخامس من حزيران بالنسبة لطرفيها ناجحة بكل المعايير !!

وتتعاقب السنون والشعب السوري يُدفع من سياق ذرائعي إلى آخر، ليجد (الوصي) الذي خلط في وصايته (المذهبي بالسياسي) مسوغاته الدائمة لضرب القوى الوطنية وقواعدها وتوجهاتها.. كانت مرحلة السبعينات مثالاً صارخاً على سياسات القهر والكبت والاستفزاز، الذي قاد إلى تفجر الوضع الداخلي على النحو الذي يعرفه الجميع. و وضعت موضع التنفيذ سياسات التطهير العقائدي والفكري التي رسمها الرفاق الثوريون، وعلى رأسهم رفعت الأسد، في مقررات مؤتمراتهم القطرية.

وكانت الملحمة الوطنية فاجعة للجميع، وحملت مسؤولية الاستجابة للتحدي المذل لفريق وطني بعينه، (جماعة الإخوان المسلمين)، مع أن هذه الجماعة قد أصدرت بياناً بعد (عملية المدفعية) تعلن فيه براءتها من أعمال كهذه. كانت الاستجابة للتحدي بحجم المعاناة، فانخرطت في الاستجابة تلك الشرائح الوطنية بأطرها: السياسية والمدنية والعقائدية والمذهبية. ومن السهولة أن يعود المرء إلى أشرطة الندوات التي أدارتها لجنة السيد محمود الأيوبي رئيس الوزراء السوري الاسبق، وإلى محاضر جلسات المحاكمات شبه العلنية التي أجريت للمتهمين ، والتي اشترك فيها محامون من الطيف الوطني كافة، وكذا من السهل أن يتابع الإنسان مواقف النقابات العلمية (المحامون ـ الأطباء ـ المهندسون ـ الصيادلة). تلك النقابات التي لا يمكن أبداً حسبانها على توجه حزبي كالذي أعلنته السلطة ؛ من يطلع على مفردات تلك الوقائع التاريخية يدرك أن استجرار الشعب السوري إلى مستنقع العنف كان جسراً لتعبر عليه كل عمليات العنف السلطوي بأقسى وأفظع صورها، ولتمرر بالتالي تحت عنوان حالة الطوارئ كل سياسيات التفرد بالوطن: إنساناً وقراراً وثروة.

واليوم وبعد ربع قرن من تلك الفاجعة الوطنية، ورغم كل ما تقدمت به قوى المعارضة من خطاب وطني إيجابي منفتح، ورغم كل التهديدات الخارجية التي لا تهم الممسكين بالقرار في شيء ؛ ماتزال سياسات الإقصاء هي السياسة السائدة،  ويأتي ما حصل لرواد ربيع دمشق شاهداً على صحة ما نقول، فصلت التهم للرواد الذي سجنوا، كما سجنت القوى السياسية قبل السابعة والستين، وغلقت الأبواب والأفواه لتبقى سورية دائماً على ما قال بعض الفضلاء (مملكة الصمت) و(مقبرة الظلام)..

كلمة السر في كل هذا هو تكرار تجربة 1967 ، وتفريغ سورية من رجالها وأبنائها لكي لا يجد  أي عدوان صهيوني كالذي كان بالأمس أحدا يتصدى له ولو بكلمة لا.

الذين لم يحتملوا كلمة من رياض سيف ،أو تعليقاً من مأمون الحمصي ، أوتقريراً اقتصادياً على غير هواهم من عارف دليلة ، أو ساعة عنفوان من مواطن مقهور في الخامسة عشرة من عمره مستعدون أن يتحملوا اللطمة تلو اللطمة من شارون ، فهم قد حفظوا جيداً أن دورهم في هذا السياق أن يديروا دائما خدهم الايسر .

07/ 10 / 2003السابق

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  برق الشرق  
  بوارق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  بيانات وتصريحات  
  قراءات  
  شآميات  
 

 
 

اتصل بنا

 
   
   
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار  | تقارير حقوق الإنسان | ابحث في الموقع |ـ

| برق الشرق بوارق رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  |  بيانات وتصريحات  |  قراءات  | شآميات  |  ـ