آخر تحديث يوم الاثنين 24 - 05 - 2004م

.....

لماذا يموتون ؟!

هؤلاء الجنود الأمريكيون (الأبطال الرائعون!!) لماذا يموتون؟! لماذا يقطعون آلاف الأميال مخلفين وراءهم جنات الولايات المتحدة ونعيمها وترفها ونعومتها ليعافثوا صحراءنا القاحلة، ويموتوا بأيدي رجالنا (المتوحشين!!) ؟!

لماذا يعتبر موتهم خارج بلادهم بطولة وتضحية، ويعتبر موتنا دفاعاً عن أرضنا توحشاً أو انتحاراً؟! ماذا سيقول عنا الرئيس بوش إذا قلنا: بأننا نطمح أن نكون دولة قوية مثل الولايات المتحدة تماماً، وجنوداً أبطالاً ورائعين مثل الجنود الأمريكيين، نحمل رسالتنا مثلهم، ونؤدي دورنا على طريقتهم؟!

ماذا سيقول الرئيس بوش إذا قلنا له: إننا نطمح إلى الولايات المتحدة الإسلامية أو العربية، كما الولايات المتحدة الأمريكية، التي تمتلك المشروع الإنساني أو الحضاري العالمي بنفس الأبعاد التي يطرحها هو وإن لم يكن بنفس المضامين؟!

إذا قلنا له: إننا نطمح أن نكون الدولة التي تبذل المساعدات لا التي تستجديها، والدولة التي تستهلك الطاقة في الإنتاج لا التي تصدرها؟!

ماذا سيقول إذا أكدنا أننا نريد أن نمتلك من السلاح الرادع مثل الذي يمتلك حتى لا يفكر أي مغامر باختراق أرضنا كما حدث في فلسطين وأفغانستان وفي العراق؟!

إذا قلنا: إننا نحلم أن تكون لنا برامجنا في ميادين الأبحاث وفي ميادين الفضاء؟!

وأن تكون لنا رسالتنا المتميزة لتحرير العالم وتنوير الشعوب وإنقاذها، وأننا نعتقد أن لنا الحق في ذلك، كما يعتقد الرئيس بوش تماماً، ولكن ليس في ثوب الكذب والادعاء وإنما في إطار المصداقية التاريخية التي اكتسبناها حين خرجنا إلى هذا العالم محررين؟!

إذا كان من حق الجندي الأمريكي (البطل الرائع) أن يموت من أجل مشروعه (المعلن!!) أو (الخفي!!) أفليس من حقنا أيضاً أن نربي أجيالنا على مثل ما تربي الولايات المتحدة جنودها عليه؟!

المفارقة العجيبة المتبقية: لماذا يكونون عندما (يَقتلون ويُقتلون) أبطالاً رائعين، ونكون عندما نفعل ذلك متوحشين وإرهابيين؟!

24 / 5 / 2004