برق
الشرق
لسنا
أمـة مأزومة ولا مهزومة
فلسطين
ـ العراق
أنموذجاً
احتلال
الإرادة أشنع وأقسى من احتلال الأرض.
وفي عصر اختلال موازين القوى ينفخ فينا
روح الهزيمة كثير من القيادات
السياسية والفكرية متعللين بالعجز عن
مواجهة إرادة المتغطرس وإملاءاته.
ويزينون لنا أن ننزل على إرادته تحت
عناوين شتى تسهل الهوان وتجمل الذل
وتودي بنا إلى الاضمحلال.
إذا
كان (الكي) الأمريكي هو أن يفعل
بأوطاننا ما فعل بالعراق فإن الأنموذج
العراقي يمكن أن يكون بوابة العبور إلى
فجر التحرر الحقيقي. لقد جعل احتلال
العراق المواجهة ممكنة مع عدو يتمتع
بكل إمكانات التفوق التكنولوجي، أن
تلتقي مع عدوك وجهاً لوجه، وإنسانًا
مقابل إنسان، وفي هذا الميزان وحده كنا
ومازلنا المنتصرين. أوليس هذا أيضاً
صورة للنصر الدائم الذي تحققه
المقاومة على أرض فلسطين !!
المقاومة إذا هي العلاقة الوحيدة
الممكنة في هذا العصر حتى تحقق الأمة
ذاتها، وتدافع عن وجودها، وتحتفظ
بمقوماتها.
الإحساس
بالعجز الذي يتملك البعض ويتعلل به
آخرون ليس ناشئاً بالتأكيد عن ضعف هذه
الأمة، ولا عن خور أبنائها ؛ وإنما هو
ناشئ حقيقة عن تهرب القيادات السياسية
والفكرية من تحمل مسؤولياتها كاملة
تجاه التهديدات والإملاءات. من واجب
هذه القيادات أجمع أن ترسم بعناية
الخطوط الحمراء التي تمس عقيدة الأمة
ووجودها وأرضها ومصالحها، ثم ليبدو
استعداداتهم المطلقة إلى أن تتحول
الأرض العربية والإسلامية أجمع، وأن
تتحول شعوبها قاطبة إلى أمثلة جديدة
لما يجري في فلسطين والعراق
وأفغانستان، بل إن ما يجري هناك أقل
إثارة للإحساس بالهوان من إحساس يولده
رئيس يستقبل على بساط أحمر ليحمل
بالتالي أجندة الآخرين فينفذها على
شعبه وأمته.
إذا
كان الاحتلال هو (الكي) الأمريكي، فإن
من إيجابيات الاحتلال أنه متلازم
مباشرة مع المقاومة، والمقاومة تعني
بطريقة أو بأخرى طرق أبواب الحياة
والخروج من حالة الموات التي نعيش.
من
هنا فإننا نؤكد على ضرورة إسقاط
الفزاعة (الأمريكية ـ الصهيونية). نؤكد
على ضرورة أن تستجمع القيادات العربية
قوتها وأن تستعيد شعورها بذاتها وأن
تطلق كلمة التحدي في وجه أولئك الذين
يراودونها على العقيدة والوجود والأرض
والثروة.
درس
العراق ودرس فلسطين ودرس أفغانستان
ليست دروساً سلبية أو سيئة وهي رغم كل
المرارة تعتبر المضمار للعلاقة
الطبيعية التي ينبغي أن تواجه
المتغطرسين. إذا كانت القيادات
العربية تدافع عن الوجود الحقيقي فذاك
هوالدرس، وإن كانت تدافع عن الوجود
الشخصي فذاك أمر آخر.
01
/11 / 2003
|