آخر تحديث يوم الأحد 04 - 01 - 2004م

.....

لا.. يا شيخ الأزهر !!

الأزهر منارة العلم، ورباط العلماء، وموئل الفتوى، وقلعة الحفاظ شع على عالم المسلمين علماً ورأياً وحكمة وقادهم في عسرهم ويسرهم إلى ما يحمد. تأتي الفتوى التي أصدرها (سيد طنطاوي) بشأن عدوان الرئيس شيراك على الحجاب في فرنسا نكسة في تاريخ الأزهر وفي مكانته العلمية والشرعية.

(لسيد طنطاوي) نقول الكلمة التي من حقنا عليه أن نسمعها منه: اتق الله.. فزلة العالِم زلة العالَم.. اتق الله وقد رهنت ختم الفتوى الأزهري في قصر الأليزيه، وأبحت لصاحب الأمر هناك أن يفعل بأبناء المسلمين وبناتهم ما يشاء..

ليست القضية قضية (حجاب) يا شيخ وأنت تعترف أن الحجاب فريضة.. القضية أنك أعطيت الحكومة الفرنسية أن تصدر من القوانين في حق المسلمين ما تشاء، ثم زدت فأحللت ما حرم الله تحت دعوى الاضطرار !!

وماذا بعد أيها الشيخ..

ماذا لو أصدر صاحب الأمر بنفس الطريقة ونفس السياق أمراً (بالتعري) بعد الأمر بنزع الحجاب ؟! ثم ماذا لو تجاوز ذلك فأصدر أمراً بوجوب (ما لا يحسن ذكره..) على كل موظفة وطالبة في تلك الديار.. هل ستخرج علينا بعمامتك التي سودها سخام فتواك لتقول حسب نفس السياق.. ذلك من حقهم.. من حقهم.. من حقهم ولا إثم على الممتثلات.. مرة أخرى نقول: اتق الله.

ألم تلحظ أن العلماني الجَلد قد أباح لبس القلنسوة (الصغيرة) ومتى كانت كبيرة ؟! وأباح تعليق الصليب (الصغير) ومن علق في رقبته قط صليباً خشبياً كبيراً في هذا الزمان ؟! فلماذا لا تطالب لأبناء دينك بعض ما يتمتع به الآخرون سهناك..

من حقهم.. من حقهم.. من حقهم

وماذا عن حقوقك أنت في الدار التي تطلق عليها دار الإسلام.. هل تستطيع أن تقابل الفعل بمثله، والسياسة بما تقتضيها.. ؟! اتق الله وقد رددت إلى أرذل العمر فكنت ممن (لا يعلم من بعد علم شيئاً..) اتقوا الله يا علماء الأزهر.. وخذوا على يَدي...

إن الأمة الإسلامية في هذا العصر الذي شاعت فيه فوضى الفتاوى، وكثرت فيه أقاويل الذين لا يعلمون، بحاجة إلى فتاوى الذين يتقون. وهي بأمس الحاجة إلى الأزهر، وإلى مشيخة الأزهر.. يكون فيها العاصم والملاذ. الأمة بحاجة إلى المرجعية الموثوقة التي تعتصم بتقوى الله وتدور مع الكتاب إذ يفارقه السلطان.

إن العالم كذلك بحاجة إلى شرعة التسامح والإخاء. إن روح العصبية التي أطل بها الرئيس الفرنسي على المسلمين.. خطوة على طريق نقض ما جهدت الإنسانية لبنائه على مر العصور.. خطوة ضد التسامح وضد التعايش، وضد الحوار.

4 / 12 / 2003