المعادلة
المقلوبة
حول
حوار القاهرة
بما أن العدو الصهيوني هو
المستفيد الأول من اي اتفاق يعقد مع
السلطة الفلسطينية. لأن التفاوض معه في
الأصل هو على الحق الفلسطيني المطلق في
الأرض والسيادة؛ فقد كان الأحرى بقادة
السلطة ونقصد عرفات وقريع وليس عبد ربه
أن يبدؤوا جولتهم الحالية من مكتب
شارون لا من أحضان الشعب الفلسطيني
المسفوك الدم، المهدوم الدار، المنهوب
الأرض والثروة...
كان الأولى (بأبو العلاء) أن
يدخل مكتب شارون أيضاً ليحصّل ما
يستطيع تحصيله، لا أن يذهب إليه ليقدم
ما يستطيع تقديمه ... وفرق كبير في
الأداء السياسي الأصلي بين من يسعى
للتحصيل ومن يسعى للتقديم ...
لأن الذي سيذهب إلى شارون
ليقدم سيجد شارون ممتصاً لكل شيء،
ولكنه في الوقت نفسه سيجد كل عطاء مهما
كان عزيزاً على نفس الفلسطيني وقلبه
وواقعه قليلاً لايكفي، وسيظل يطالب
بالمزيد، وليس أمام الفلسطيني مهما
خلع من ثياب أو تنازل عن حقوق إلا القتل
والهدم والتدمير ..
القادة الفلسطينيون الشباب
حفظوا الدرس جيداً، وتعلموا ألاعيب
العدو ومداخله ومخارجه، في حين ما يزال
المخضرمون من هؤلاء القادة تنطلي
عليهم اللعبة الصهيونية أو يتمتعون
بمجاراتها، بما يظنون أنه واقعية تخدم
القضية ...
نتائج حوار القاهرة
الفلسطيني لم يكن مفاجئاً للجماهير
العربية، ولا هو كذلك للجماهير
الفلسطينية، بل كان الموقف هو الأكثر
سدادية والأكثر صواباً: ليتوجه أبو
العلاء وفريقه.. إلى بوش وإلى المجموعة
الأوروبية ثم المجموعة العربية ثم إلى
شارون وحكومته ليستخلص أقصى ما يستطيع
استخلاصه... وليعد بعد ذلك إلى الشعب
الفلسطيني وإلى فصائل المقاومة ليقول
لهم هذا الذي حصلناه، بعد أن يتحول (الفول
إلى المكيول)... وعندئذ يحق لرجال
الفصائل أن يروا رأيهم في ضوء معطيات
واقعية لا نظرية..
خارطة الطريق التي يتمسك بها
قريع وبوش والمجموعة الأوروبية يرفضها
شارون وفريقه.. ونحن هنا لا نسعى إلى
تسويق خارطة الطريق، وإنما نقول إنه
ليس هناك أي معطى واقعي يمكن للفلسطيني
أن يتنازل مقابله.
وبدلا من الضغط على الشعب
الفلسطيني ليخلع ثوبه ونعله، ينبغي
الضغط أولاً على المحتل ليقبل بالتوقف
عن القتل، والنزول عند الرغبة
العالمية، إن كان لشارون أن يحترم مثل
هذه الرغبة .
نتائج حوار القاهرة كانت
طبيعية و فصائل المقاومة لم تكن بعيدة
الرؤية عن السياسية الواقعية، ولأن
المطلوب من قريع أن ينطلق الانطلاقة
الصحيحة. لا أن يعرض المعادلة بالمقلوب...
11/12/3002
|