من
يقول لخطة بوش.. لا
كان
زياد بن أبيه، أحد الطغاة الذين مروا
على العراق في الزمن الأول، يقول:
يعجبني الرجل إذا سيم خطة خسف أن يقول:
لا، بملء فيه.
أجهزت
الطعنة الأخيرة، التي وجهها الرئيس
بوش للقضية الفلسطينية، على بقية
الأمل في مشروع مدريد وأوسلو الذي
يتعلل به المتعللون. فماذا بقي من
الدولة الفلسطينية الموعودة
والمزعومة بعد أن ثبت المستوطنات على
أرض الضفة الغربية، وأسقط حق العودة،
وأعطى شارون وعصابته صلاحية الاحتفاظ
بما يشاؤون من الأرض الفلسطينية
والأرض السورية على السواء ؟! ليس من
المعقول، يقول بوش، أن تعود دولة
الصهاينة إلى حدود 1948، وليس من المعقول
أن تعود أيضاً إلى حدود 1967، ولكي تبقى
دولة بني صهيون دولة (يهودية) صرفاً
فإنه لا يمنع عودة الفلسطيني إلى وطنه
فقط، وإنما يفتح الباب واسعاً للتفكير
بالوجود العربي على أرض فلسطين
التاريخية ومايزال السيناريو
المستقبلي مفتوح الاحتمالات !!
من
يزعم أن هذه الطروح التي تفوه بها
الرئيس الأمريكي عشية 15/4/2004 في سوق
المزايدات الانتخابية الداخلية أبقت
لمشروع السلام أو لخارطة الطريق
حقيقية أو قشرة فقد جهل أو تجاهل !!
وإذا
كان بوش بتصريحاته الأخيرة قد أجهز على
القضية الفلسطينية، وأعلن عن ابتلاع
كامل فلسطين ومصادرة أرضها وحلم
إنسانها لمصلحة الصهاينة المحتلين..
فإنه في الوقت نفسه قد أجهز على كل
دعوات التخاذل، والتعلل بالآمال، وعلى
كل مظاهر الاسترخاء والتثاقل
العربيين، لأن بوش ومن سيخلفه قد فتح
الباب على مصراعيه للحلم الصهيوني
المرحلي بدولة تمتد جغرافياً من
الفرات إلى النيل، وتهيمن حضارياً
وسياسياً واقتصادياً على ما أطلق عليه
بوش الشرق الأوسط الكبير، وهذا هو جوهر
مشروعه الذي ينتقل هذه الأيام من حيز
الطرح إلى حيز التنفيذ.
وأمام
هذه الحقائق وأمام هذا التحدي الخطير
المطلوب قمة عربية بل إسلامية عاجلة..
تضع، أولاً، حداً لسياسات الاستفراد
بالأقطار العربية. إن العلاقات
العربية ـ الأمريكية ينبغي أن تنسق عبر
موقف موحد، ونافذة عربية معتمدة، وأن
يعتبر الخروج على الموقف الموحد بأي
شكل وتحت أي ذريعة، خروجاً على الأمة
ومشاققة لإرادتها، وانحيازاً إلى صف
عدوها.
ثم
المطلوب ثانياً إسقاط خيار مدريد،
بموقف عربي وإسلامي جماعي، وإلغاء
جميع الاتفاقيات التي تحولت إلى أغلال
تكبل أمتنا وشعوبنا، وتحول بيننا وبين
الموقف الرشيد القويم.
والمطلوب
ثالثاً إعلان المقاومة خياراً
استراتيجياً، المقاومة بكل أساليبها
المشروعة، وتوظيف كافة الطاقات
والإمكانات العربية المادية
والمعنوية في معركة المصير.
لقد
قطع بوش الحبل بعملائه الذين مازالوا
منذ نصف قرن يبشرون بالمشروع (الصهيوني
ـ الأمريكي) المهين سراً تارة وجهراً
أخرى.
ولقد
حصحص اليوم الحق، وأسفر الصبح لذي
عينين وما ترك بوش وشارون لهذه الأمة
إلا خيار المضطر لخوض معركة نكون أو لا
نكون.
17
/ 4 / 2004
|