برق
الشرق
مرآة
للرئيس بوش
خرج
الرئيس بوش من اجتماعه مع قيادات
إسلامية في جزيرة (بالي) الإندونيسية
الأربعاء 22/10/2003، مذهولا،ً أو متظاهراً
بالذهول: هل يظن هؤلاء الناس حقاً أنه
عدو الإسلام رقم واحد، وأنه يحارب
الإسلام وأهله بذريعة الحرب على
الإرهاب ؟!
تساؤل
ينم عن غفلة وسذاجة، أو أن الرئيس بوش
يتابع حركته التمثيلية حتى على أعوانه
ومرافقيه، الذين دفنوا معه ملفات
أسلحة الدمار الشامل العراقية!!
هل
حقاً أن الرئيس بوش لا يدري ماذا تجني
يداه، ليس على بلده فقط، وإنما على
تاريخ الحضارة والإنسان ؟!
الأكثر
إثارة للاستغراب أن الرئيس بوش يزداد
عجباً من أن القوم في جنوب شرق آسيا،
وليس في الشرق الأوسط، يرونه منحازاً
انحيازاً مطلقاً إلى يمين اليمين في
دولة إسرائيل. ويتساءل ـ وحبر الفيتو
الأمريكي ضد الفلسطينيين لم يجف بعد ـ
ألم يدع مراراً إلى قيام الدولة
الفلسطينية ؟! العالم يا سيادة الرئيس
ينظر إلى ما تصنعه يداك لا إلى ما تنطق
به شفتاك !!
ثم
كيف لنا، نحن المطحونين بسياسات بوش
الرعناء، أن نصدق أنه لا يتمادى في
دوره الكوميدي والتراجيدي لنعزو جهل
الرئيس بوش في منعكس صورته، وصورة
الدولة التي يمثل، لدى شعوب العالم
أجمع، ولاسيما لدى المسلمين الذين
يشكلون خمس سكان هذه الأرض.
إذا
كان الرئيس بوش رئيساً سيئاً، وهو كذلك
بالتأكيد، فإنه ممثل أسوأ بدون أدنى شك..
من
حق الرئيس بوش أن نخبره من غير تعصب ولا
تحيز ولا مواقف مسبقة، ومن قاع
المجتمعات التي لم يتعود أن يسمع
صوتها، والتي لا تربطها به رغبة ولا
رهبة، أنه يُنظر إليه في عالمنا العربي
والإسلامي على أنه متعصب ومغرور ودموي
وأحمق، وأنه رسول الكراهية، عمق خنادق
القطيعة بين أبناء البشر، وأجج نيران
العداوة والبغضاء. وله أو عليه أن يعلم
أن أثره السلبي في تاريخ الحضارة
والإنسان سيكون أبعد مدى من أثر هتلر
وموسوليني وستالين.
من
حقه علينا أن نقول له إنه جلس على مقعد
أكبر منه، وجاء في ظرف كانت الإنسانية
فيه بحاجة إلى يد حكمة حانية جامعة، لا
يد بطش قاسية، كانت يد الحكمة ستئد
الفتنة، وتحاصر الكراهية وتنصب جسور
الحوار..
إذا
كان الرئيس بوش لا يملك فعلاً مرآة
عالمية أو محلية تريه صورته على
حقيقتها، فعلى المخلصين من رجال
السياسة والفكر والثقافة أن يعينوه،
حتى يدرك ما تصنع يداه.
29
/ 10 / 2003
|