برق
الشرق
المتغطرس
المنبوذ
فلينظر
الرئيس بوش إلى أين قادته سياساته
المتغطرسة الحمقاء !! ربما
تحتاج الإنسانية إلى نحات بارع
ليجعل من دميته ودمى شركائه: رامسفيلد
وتشيني ورايس تماثيل للقبح والقسوة
تحل في عالم الرمز الجمالي محل (فرانكشتاين)
يوزع على متاحف العالم، ويكون على مدى
التاريخ مثلاً.
على
الرغم من الخصوصية التاريخية والقومية
التي تربط الشعبين (البريطاني ـ
والأمريكي) وعلى الرغم من الحلف العتيد
بين (بلير) رئيس الوزراء الصغير، كما
يدعوه البريطانيون، وبين الرئيس
المتغطرس بوش ؛ يستعد هذه الأيام مئات
الألوف من أبناء الشعب البريطاني
لاستقبال الرئيس (بوش) بما لا يسر ولا
يليق !!
وبناء
على حالة عامة من النفور والاشمئزاز
تسود الشعب البريطاني تجاه (المحارب
الغطريس)، ونظراً لتقديرات (الاسكوتلاند
يارد) عدم قدرته على ضبط الشارع
البريطاني، إذا ما استفز الناسَ مرورُ
الرئيس بوش بينهم ؛ فقد تقرر إلغاء
الموكب الملكي الذي من المفروض أن
يساير الرئيس بوش ضمن عرض احتفالي في
شوارع لندن ليمر مرور الظافرين في 19/11
القادم.
الشعب
البريطاني بحسه الحضاري يأنف أن يكون
شريكاً في نصر (الكاوبوي) الرخيص على
دولة صغيرة مثل العراق، وعلى شعب أعزل
مثل الشعب العراقي !! بذرائع أثبت
الواقع أنها أباطيل وأسمار.
لن
يمر بوش، إذاً، في شوارع لندن، ولن
يسير جنباً إلى جنب مع الملكة
اليزابيث، خوفاً من احتجاجات جماهيرية
واسعة على الزيارة والضيف والمضيف.
لقد
كانت عملية الإلغاء حتمية، حسب
الصنداي تلغراف، لأسباب أمنية بعدما
هددت القوى الشعبية المناهضة لسياسات
بوش العنيفة، ولحربه على العراق
بتظاهرات يشارك بها مئات الألوف. وحذر
آخرون من أن تكون مليونية. ويتخوف
الأمنيون من أن تندفع الجماهير في
حمياّ الغضب الشعبي إلى اقتحام قصر (بكنغهام)
أثناء وجود الرئيس الأمريكي فيه !!
ويوضح
مسؤول في البلاط البريطاني، أن الموكب
الملكي يشكل عادة ذروة الفعاليات
العامة في الزيارات الرسمية لتكريم
الضيوف. وقال إن الموكب الملكي كان
سيعطي الرئيس بوش دفعة دعائية قوية.
كما أكد المتحدث أن الإلغاء تم
بالتشاور بين البلاط والبيت الأبيض
وشرطة اسكوتلاند يارد.
ولم
يخف البيت الأبيض خيبة أمله لإلغاء
الموكب الملكي، حيث كان الرئيس بوش
يطمح أن يوظف صورة (الغازي المنتصر) في
حملته الانتخابية القادمة.
إلى
جانب ذلك ألغيت كلمة الرئيس بوش أمام
مجلس العموم البريطاني تحسباً
لمقاطعات عنيفة قد تصدر عن العديد من
النواب، وإلى احتمال أن يسود الهرج
أثناء خطاب الرئيس.
ونقلت
(الصنداي تلغراف) عن ناشطين معارضين
لسياسة (بوش ـ بلير) توقعهم حضور مئات
الألوف في التظاهرة التي يحضرون لها في
اليوم الأول لزيارة بوش لبريطانيا.
وأكد هؤلاء أن خططهم تشمل حصار قصر (بكنغهام)
ثم إطلاق ألوف المتظاهرين لتسلق
سياجاته في وقت واحد بحيث يصعب على
قوات الأمن السيطرة عليها. وأن الهدف
مجابهة الرئيس بوش وزوجته لورا وجهاً
لوجه داخل القصر. وألمح (ميلان راي) عضو
حركة (العدالة وليس الانتقام) إلى وجود
هذه الخطط عندما قال في الصحيفة
المذكورة إن التحرك الشعبي سيتم
بالتوازي مع قيام منظمات مخصوصة
بأعمال مباشرة في محيط القصر وداخله.
وركز على الطابع السلمي للاحتجاج. ولكن
الصحيفة حذرت من صدام عنيف بين الشرطة
والمتظاهرين.
بقي
أن نتساءل: إذا كان حضور بوش قد غدا
مقززاً إلى هذا الحد في الدولة الحليفة
الأولى في العالم (بريطانيا)، فهل
تساءل بوش كيف ينظر إليه طفل أفغاني أو
عراقي أو فلسطيني دمر بوش بيته أو قتل
أمه أو أباه ؟!!
23
/ 10 / 2003
|