|
برق
الشرق
ماذا
يريد الشعب من مجلس الشعب
(2
من 2)
حدد
النظام الداخلي لمجلس الشعب في بابه
الخامس لجان المتابعة الدائمة التي
تتشكل في دورة تشرين الأول من كل سنة،
أو عند افتتاح دور تشريعي جديد. وقد نص
النظام الداخلي للمجلس على تشكيل
اللجان الدائمة التالية: 1ـ لجنة
الشؤون الدستورية والتشريعية 2ـ لجنة
الموازنة والحسابات 3ـ لجنة القوانين
المالية 4ـ لجنة الشؤون العربية
والخارجية 5ـ لجنة التوجيه والإرشاد 6ـ
لجنة التخطيط والإنتاج 7ـ لجنة الخدمات
8ـ لجنة الأمن القومي 9ـ لجنة الداخلية
والإدارة المحلية 10ـ لجنة الشكاوى
والعرائض 11ـ لجنة الزراعة والري 12ـ
لجنة البيئة والنشاط السكاني.
كما
نص النظام الداخلي للمجلس على أنه يجوز
لمجلس الشعب أن يقرر تشكيل لجان دائمة
أخرى، ويحق لمكتب المجلس أن يضيف إلى
مهام أي لجنة مهاماً جديدة.
إن
أي محاولة جادة لإثبات حضور مجلس الشعب
الفاعل، ونجاح ما يشار إليه بالخصوصية
الديمقراطية يتطلب تميزاً في الخطاب
وفي الموقف بين السلطتين التنفيذية
والتشريعية، حتى يبعد عن وهم المواطن
أن السلطة التشريعية تابع مباشر
للسلطة التنفيذية التي طالما تغولت
عليها.
إن
المتغيرات التي تواجه أمتنا ووطننا
بأبعادها الدولية والإقليمية
والداخلية تستدعي ربما تشكيل المزيد
من اللجان للقيام بأعباء بعض المهام
التي تتوه تبعيتها في مناطات تكليف
اللجان المشكلة سابقاً. وربما تبدو
الحاجة في هذه المرحلة أكثر إلحاحاً
لإحداث اللجان الدائمة التالية،
وتحديد مهامها وصلاحياتها.
أولاً
ـ إن اقتراح لجنة دائمة تأخذ على
عاتقها (أمر الحوار الوطني)، وتتحرك
وفق خطة مرسومة للقاء بالقوى
والفعاليات الشعبية، في ميادين الحياة
العامة، على غرار اللجنة التي شكلت سنة
1980 برئاسة السيد محمود الأيوبي، والتي
استطاعت بفضل الصلاحية الموسعة التي
منحت من الرئيس الراحل
لها أن تسمع من الناس في مواقعهم
الكثير. بعيداً عن الأطر الرسمية
المتزمتة، ومن المفيد أن تضع لجنة (الحوار
الوطني) في أساس برامجها تمتين قاعدة
الوحدة الوطنية في وقت يتعرض فيه القطر
لعاصفة هوجاء تستهدف أرضه وسيادته
وإنسانه.
ثانياً
ـ وأمام المشروع الثقافي الأمريكي
المدعم بكل تكنولوجيا العصر، والمحمول
أثيرياً إلى كل بيت، سيكتمل جهد مجلس
الشعب بتشكيل لجنة دائمة، تأخذ على
عاتقها عبء (الحوار الحضاري) لإشاعة
ثقافة الحوار، والتعرف على الآخر،
وتعريفه بروائع حضارتنا، ورحابة
ثقافتنا بأبعادها كافة، كما ينتظر أن
يكون من مهمات هذه اللجنة صون الهوية
الحضارية للإنسان العربي السوري
بمكوناتها الأساسية النابعة من
العقيدة والرسالة الخالدة.
وبين
لجنة للحوار الوطني الداخلي وأخرى
للحوار الحضاري العالمي، تتوثق دوائر
الحوار الخاص والعام، ويكون مجلس
الشعب قد انغمس عملياً في وضع الأسس
المطلوبة للخروج بالمجتمع من قواقع
الأحادية المنغلقة، المولدة لكثير من
حالات الصراع القائم على الوهم لا على
الحقيقة.
ثالثاً
ـ ولعل من المهم تشكيل لجنة دائمة في
مجلس الشعب تُعنى بمتابعة قضايا حقوق
الإنسان وحرياته. إن ملف القطر العربي
السوري لدى المؤسسات الإنسانية في
ميدان حقوق الإنسان تشكل مدخلاً
شائكاً لا يليق بالقرن الحادي
والعشرين، وإن معاناة الإنسان السوري
في هذا الميدان لأوضح من أن يجأر بها
بالشكوى. إن تولي مجلس الشعب لهذا
الملف الراعف هو البوابة العريضة
لإثبات وجوده عند جماهير المواطنين.
حالة الطوارئ والقوانين الاستثنائية،
والمحاكم العرفية، والقوانين
المخالفة لروح الدستور ونصه،
والتجاوزات غير المحدودة على حقوق
المواطن الأساسية الآدمية والمدنية كل
أولئك ينبغي أن يكون موضع نظر واهتمام
ومتابعة ورقابة من مجلس الشعب. إن حالة
الطوارئ المعلنة في سورية منذ أربعين
عاماً تعني أن جيلاً قد ولد في ظلها قد
بلغ أشده اليوم وأنه قد آن الأوان
للعودة بالوطن النظم والإنسان إلى
الحالة الطبيعية. إن من حق الشعب على
مجلسه أن يتحمل مسؤولية الدفاع عن
حقوقه، وأن يخصص لهذه المهمة الجلى
لجنة دائمة تستمع إلى شكاوى المواطنين
وتدافع عن قضاياهم، وتصدر من
التشريعات وتتخذ من المواقف ما يحول
دون العدوان عليهم.
3
/ 6 / 2003
|
