آخر تحديث يوم السبت 29 - 03 - 2003م

.....

برق الشرق

حين يتحرك المدد الأمريكي

ثلاثون ألف جندي أمريكي يتحركون جواً من تكساس لتدعيم القوات الأمريكية الغازية للعراق، إلى جانب ثلاث سفن أمريكية محملة بالعتاد، وثلاث سفن عسكرية إسبانية تعبر قناة السويس باتجاه منطقة الخليج.

يؤلمنا أن تكون قناة السويس القناة العربية المحفورة بالدم والعرق العربي معبراً لقوات الغزو التي تسعى إلى سفك الدم العربي على أرض العراق.

وهذه الأخبار التبعية للحدث الأساس تؤكد أن حساب السوق الأمريكي لم يطابق حساب الصندوق. وأن الذين زينوا للرئيس الأمريكي الحرب لم يصدقوه، وأن التوقعات الأمريكية بانهيار العراق (بالصدمة والترويع) الشعار الذي يصلح عنواناً لفيلم كاوبوي، لم تكن أبداً حقيقية.

لسنا بصدد التشكيك بالقوة المادية للولايات المتحدة الأمريكية، فنحن نعلم أن بإمكان الإدارة الأمريكية أن تنصب جسراً جوياً من الرجال والعتاد وأن تغرق أرض العراق بالبارود والأشلاء، وأن تصبغ ماء دجلة بدماء الأبرياء، كما صبغه التتار يوماً بمداد العلماء.

ولكننا نؤكد أن إعادة الحسابات التي فرضتها الأيام الأولى للحرب، والتي يعتبر استجرار المزيد من الرجال والعتاد مؤشراً لها، ينبغي أن تكون في اتجاه آخر، في اتجاه الفيـئة إلى أصوات الملايين الذي يمثلون 90% من قيادات العالم وجماهيره، والذين ينادون: لا للحرب المجنونة الملعونة. ودائماً تبقى الفيئة للحق خير من التمادي في الباطل.

لقد وقف العالم بقياداته الروحية والسياسية والثقافية وجماهيره الشعبية في صف عريض مجمع على رفض الحرب بداية وسياقاً ونتائج، بينما انعزل بوش وبعض إدارته ومتملقيه في مربع الشر المجنون، يخطئون العالم أجمع، ويرمونه بالسفه أو العجز أو التقصير !!

لو توقف الرئيس الأمريكي وشركاه، أمام الأشلاء التي تنثرها قذائفه على أرض العراق، واستحضر بقايا (الآدمية) في قلبه ووجدانه، لربما يكون له من هذه الحرب شأن آخر، وموقف آخر.

نؤكد للرئيس الأمريكي وإدارته أن قراراً حكيماً وشجاعاً في اتجاه إعادة الحساب، لوقف هذه الحرب سيجعل الولايات المتحدة تحتل مكانة أكبر وأعظم في قلوب الملايين، من تلك التي ستحققها بنصر مشكوك فيه.

تتأرجح معادلة الرئيس بوش اليوم، ولربما لعقود قادمة بين زرع الخوف من الولايات المتحدة، أو كسب احترام الآخرين. وبين الخوف والاحترام بون شاسع لا ينبغي أن يغيب عن رئيس.

29 / 3 /2003