صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الخميس 20 - 02 - 2003م

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |   ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع | كــتب | مجموعة الحوار | البحث في الموقع |ـ

.....

   

رؤية

برق  الشرق

من أجل التعايش والمحبة والسلام

مطلوب من الكنيسة أكثر

لا ينكر أحد مكانة المؤسسات الدينية لدى أتباعها، في العالم أجمع، ولا يقلل أحد من أهمية الكلمة التي تنطلق منها في نصرة حق، أو في الدفاع عن مظلوم.

ولقد كان دور الفاتيكان، أكبر الركائز الدينية المسيحية، كما كان دور بقية الكنائس، الممثلة للمسيحية الحقيقية، إيجابياً حتى الآن في كثير من مواطن الاحتكاك بين (الإسلام والمسيحية) أو بين (الشرق والغرب)، ولكنه لم يكن أبداً كافياً. إذ لا يستطيع المتابع أن ينسى الدور التاريخي للكنيسة الغربية، ولا سيما الباباوات، في تشويه صورة الإسلام، ونبي الإسلام، وتقديم المسلم تاريخياً إلى الإنسان الغربي على أنه (الوثني !!) القاسي والغليظ الجافي !!

كما لا يستطيع المتابع أن ينسى دور البابوية، والبابا أوريان الثاني بالذات، في تحريض البرابرة من الفرسان والإقطاعيين والمغامرين الأوروبيين، وتجييشهم في جيوش تحت (راية الصليب) لاحتلال بلاد الإسلام، وتقتيل المسلمين، كما لا يستطيع أن ينسى النتائج الكارثية التي لحقت بالمسلمين على أيدي رجال الاستعمار الحديث، وظلالها على العلاقة بين أتباع دينين سماويين سمحين.

على الرغم من الموقف العدائي المستحكم لليهود من (المسيح) و(أمه)، عليهما السلام، ورسالته، فقد حظي هؤلاء بأكثر من تبرئة واعتذار كنسيين، حتى نالوا براءة من جريمتهم التاريخية في محاولتهم صلب المسيح بتحريض الرومان عليه.

وتعدت الاعتذارات ذات الطابع التاريخي، إلى حلف، غير مقدس، بين أشرار الخلق الصهاينة في لبوسهم التوراتي الزميت والمتعصب، وطلاب المصالح من المسيحيين الذين رأوا في الصهيونية مركباً مذللاً لمآربهم ورغباتهم.

وبالمقابل فقد ظل المسلمون الذين يضعون السيد المسيح عليه السلام في مرتبة أولي العزم من الرسل إلى جانب: نوح وإبراهيم وموسى ونبيهم محمد صلى الله عليه وسلم، والذين يقدسون في السيدة العذراء: البتولية والطهر ويناديها قرآنهم الذي نصبت الكنسية عشرة قرون لحربه: (يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين، يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين.)، نقول على الرغم من كل ذلك فقد ظل المسلمون موضوعاً للكراهية والنبذ المسيحي الغربي بشكل خاص.

ولم تشفع للمسلمين عقائدهم المنفتحة على المسيحية، ولا قول القرآن في المسيحيين: (.. ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون، وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق، يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين).

ولم يشفع للمسلمين تاريخهم المديد القائم على التسامح، وبسط اليد بالبر والقسط والنبل حتى في ظل أشد الظروف قسوة، حتى قال مؤرخوهم (ما عرف التاريخ فاتحاً أرحم من العرب)، وحتى كان سلوك قادتهم في الحرب كما في السلم مثالاً للعفو والصفح وحسبنا أن نذكر الفاروق عمر على أسوار القدس، والناصر صلاح الدين وقد وقع أمراء الغزو الفرنجي أو الصليبي كما أطلقوا على أنفسهم أسرى بين يديه.

وأين ما لقيه أولئك القواد الغزاة من كرامة، وما يلقاه أفراد من المسلمين المستضعفين في (غوانتينامو) من ذلة وهوان في ظل شرائع حقوق الإنسان في القرن الحادي والعشرين !!

واليوم إذ تتسربل دعوات حرب الإبادة والاستئصال بالمسيحية الصهيونية، هذه الحرب التي يقودها أشرار العالم بوش وشركاه على (الإسلام الدين والعقيدة) لتحويره وتبديله حسب أهوائهم وتفسيراتهم، على ما تقدم به باول، مستعينين بمن ضعفت نفسه وخارت قواه. كما على المسلمين لكسر إرادتهم واستعباد شعوبهم واحتلال أرضهم ونهب ثرواتهم؛ ننتظر من البابا ومن غير البابا من البطاركة والقسس والرهبان، جرأة أكبر في الحق.. لرد الأمر إلى نصابه. وإشاعة روح دعوة المسيح عليه السلام القائمة على المحبة والسماحة والعفو.

لا بد للكنسية من كلمة على المستوى التاريخي والحضاري، تعتذر فيها للمسلمين، عما لحقهم من أذى في محاكم التفتيش كما في الحروب الصليبية، وما لحق دينهم ونبيهم من تشويه وكيد.

ولا بد ثانياً من كلمة ترد الأمر إلى نصابه في بيان طبيعة العلاقة بين الدينين السماويين، والرسولين الكريمين عيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهما، كلمة تستحضر شهادة الحق التي نق بها النجاشي حبر الحبشة عندما استمع إلى آيات من سورة مريم فقال: (إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة).

ولا بد ثالثاً من كلمة حق تضع الأسس لعلاقة مستقبلية حضارية تقوم على الكلمة السواء التي سبق أن دعا إليها القرآن الكريم: (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً، ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله  فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون).

لقد قام رجال الإسلام وعلماؤه، منذ استطارت الفتنة الأخيرة  بما عليهم لبيان موقفهم من حرب الكراهية التي يغذيها الظلم والعدوان والشعور بالمهانة والإحباط، فهل تقوم الكنيسة ورجالها بما يفرضه عليهم الله تباركت أسماؤه وتنتظره منهم الإنسانية جمعاء ؟!

20 / 2 / 2003السابق

 

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  الموقف  
  برق الشرق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  تراث  
  بيانات وتصريحات  
  بريد القراء  
  قراءات  
  شآميات  
 

 

  اتصل بنا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد ـالموقع | كــتب | مجموعة الحوار | ابحث في الموقع |ـ

| ـالموقف |  برق الشرق  | رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  | تراث  | بيانات وتصريحات |  بريد القراء |  قراءات  | شآميات  |  ـ