برق
الشرق
هذا
اليوم المجيد
يوم
ولادة السيد المسيح عليه السلام يوم
صالح في التاريخ الإنساني. اليوم الذي
ولدت فيه (الكلمة) التي جاءت لترد خراف
بني إسرائيل الضالة عن الضلال والغي
والفساد، ولتعيد للدين الذي جاء به
إبراهيم وموسى نقاءه وصفاءه.
ولد
المسيح عليه السلام ليفتح أمام
البشرية آفاق التسامي ليس عن أشكال
المتاع الزائل فقط، وإنما عن الحقوق
المحضة للانطلاق في دوائر الفضل
والعفو والتسامح، حيث اقتضت حكمة الرب
تمجد في علاه أن يكسر في أخلاق بني
إسرائيل حدة: المادية والجشع
والأَثَرَة والأنانية.
كان
عيسى (الكلمة) عليه السلام، حلقة في
السلسلة الذهبية لأنبياء الله، الذين
جاءوا ليعصموا بني آدم من التتايع في
أودية الهلكة، فكانت كلماتهم نواميس
للروح والنفس وشرائعهم قوانين للتسامي
أو الحق.
ما
أحوج الذين يتحدثون باسم المسيح
اليوم، يتكبرون ويظلمون
ويقتلون ويملؤون الأرض ناراً ودماراً،
ما أحوج هؤلاء إلى قبس من تعاليم
المسيح وحكمته.
ما
أحوج رجال السياسة، ورجال المال،
ورجال الفكر والقائمين على مصائر
الملايين من بني الإنسان، ما أحوجهم
إلى نفحة من روح المسيح تنبئهم عن بعض
سر (الفرح) وسر (الشقاء)، سر (الخطايا)
وسر (الآلام) ؟!!
ما
أحوج أولئك الذين أداروا ظهورهم
للمسيح، ومدوا أيديهم (ليهوذا
الاسخريوطي) أن يصحوا من غفلتهم، وأن
يستعيدوا رشدهم، وأن يعيدوا تقويم
موقفهم ؟!
لمريم
العذراء البتول، في يوم عطائها المجيد
كل الحب والتقدير.
لك
يا سيدة نساء العالمين كل التجلة
والشكر على العطية المباركة في اليوم
المبارك.
ولشانئك،
والمفتري عليك، ولمن حالفه أو دعمه
المقت والبوار والخسران.
في
يوم الميلاد المجيد نقول للسيد ابن
العذراء البتول: السلام عليك يوم ولدت،
ويوم تموت، ويوم تبعث حياً. السلام
عليك وعلى إخوانك وأتباعك الصادقين
إلى يوم الدين.
والتهنئة
الصادقة المباركة بهذا اليوم المبارك
لبني الإنسان في كل مكان، ولأبناء
الشرق العربي حيث ولد ودرج ودعا السيد
المسيح.
مركز
الشرق العربي
25/12/2002
|