صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الأربعاء 26 - 02 - 2003م

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |   ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع | كــتب | مجموعة الحوار | البحث في الموقع |ـ

.....

   

رؤية

برق الشرق

حين لا تحتمل البنية التحتية القليل من المطر

الموسم المطري المبارك، الذي أنعم به الله تعالى، على قطرنا ،تحول من سقيا رحمة وغيث ، إلى سبب من أسباب التدمير والتشريد ،بما تسبب به من فيضانات وسيول وانهدامات!!

وليس من قبيل التجني ،ولا اصطياد السلبيات أو العيوب، نتساءل: ترى لو كانت البنية التحتية لمجاري الأنهار ،ومعابر السيول مهيأة مسبقا لاستقبال مثل هذا الموسم العادي ،وليس الشاذ ، لأن الجفاف هو الوضع الاستثنائي في خارطة قطرنا المطرية ،هل كانت هذه الكوارث التي حصلت في الجنوب كما في حوض العاصي ستصيب ما أصابت من القرى والمنازل و الزروع والمحاصيل؟!

 منذ ما يقرب من عام ،انهار سد زيززون، وشكلت لجنة تحقيق ،وعلى الرغم من توافر الأدلة على أن إنذارات مسبقة قد صدرت من  صحفيين وإعلاميين ، وشكاوى قد وجهت من المواطنيين في أكثر من صورة؛ إلا أن المسؤولية قد ضاعت، والإهمال والتقصير بما تسببا فيه من كارثة، ظلا يتيمين!!

واليوم يبدو أن المأساة تتكرر بشكل آخر ، وعلى الرغم من أن (المطر) يعتبر رجاء شعبنا في موسم زراعي حيّ، فإن ما رافق هذا المطر من كوارث، سيجعل الناس يتوقفون عن الدعاء للباري عز وجل (اللهم اسقنا الغيث...) لأن الغيث سيحمل إليهم الخراب والموت!!

ومرة أخرى نقدر أن الإهمال والتقصير واللامبالاة والفساد بألوانه وأشكاله هي وراء هذه الكوارث غير المسوغة، وليس المطر، الذي تعودنا استقباله عاما بعد عام كما نستقبل الأعياد.  وإنه من حقنا أن نتساءل ونحن نمخر عباب القرن الحادي والعشرين ما الذي جعل قطرنا بكل إمكاناته يذوب كما (البيلون) في شبر من المطر؟

وإذا كان البناء الهش الذي أقيم خلال أربعين عاما لا يحتمل القليل من المطر ،فكيف يحتمل إذا متطلبات الحرية والتعددية واستحقاقات المواجهة الحضارية المفروضة علينا  غدا،كما هي مفروضة على أشقائنا في العراق اليوم ؟! إلا أن نستخزي ونذوب كما (البيلون) أيضا أمام متطلبات السلام (الشاروني) بأبعاده: الحضارية والثقافية والاقتصادية مقدمة لأبعاده: السياسية والعسكرية.

إن الحالة التي اقتيد قطرنا  إليها: وطنا وإنسانا ، تطمع العدو ولا تسر الصديق. وإن الاسترخاء لأحابيل الإدعاء الغرور، لن ينفع عندما تسطع شمس الحقيقة، أو عندما يحمى الوطيس...

مرة أخرى، لا نقول هذا تجنيا على أحد، ولا اصطيادا للسلبيات، وإنما هو توصيف لواقع نؤكد على ضرورة تغييره .

وفقهنا في مبداه وختامه يؤكد، أننا في مركب واحد، وأن الخرق في المركب سيودي بالجميع. فهل يعي هذه الحقيقة المدعوون للأخذ على أيدي المفسدين والمستهترين؟!

26/2/2003السابق

 

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  الموقف  
  برق الشرق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  تراث  
  بيانات وتصريحات  
  بريد القراء  
  قراءات  
  شآميات  
 

 

  اتصل بنا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد ـالموقع | كــتب | مجموعة الحوار | ابحث في الموقع |ـ

| ـالموقف |  برق الشرق  | رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  | تراث  | بيانات وتصريحات |  بريد القراء |  قراءات  | شآميات  |  ـ