برق
الشرق
محنة
القرار العراقي
شهود
الزور
ليس
خطلاً في الرأي، ولا قصوراً في
البصيرة، أن يفتح العراق، أرضه وسماءه
أمام أفواج (المفجسين)، ومن ثم أن يبدأ
العراق بتدمير ما في حوزته من صواريخ
دفاعية، للاستجابة لمتطلبات (الرأي
العام) الرسمي العربي والدولي على حد
سواء، وإنما ذاك ضرب من المحنة التي
تجعل الإنسان (يرى حسناً ما ليس بالحسن)،
وهو يعافث هذه الحياة بكل لأوائها.
العراق
يدرك أن المخطط (الأمريكي) المرتكز على
إرادة يهود المتحكمين في الولايات
المتحدة، ماض إلى غايته، وأن العقل
والحكمة والمنطق تقتضي أن يكسب الوقت
في تدعيم جبهته، وتنمية ترسانته،
وإغلاق الأبواب في وجه أنصاف الجواسيس
الذين مازالوا يجوبون أرضه وسماءه.
ولكنه
لو فعل، لقامت الدنيا كلها عليه، بمن
فيهم الأدنون من ذوي الرحم، يطالبون
بالحكمة والمنطق، وينددون بالتعنت
وقصر البصيرة، ويتهمون العراق، بأنه
هو الذي يقدم الذرائع من نفسه ليضرب،
إلى آخر ما يمكن أن تتوقع من منشآت
البلاغة المتلفعة بسيما الحكمة.
ليس
خطلاً في الرأي، ولا قصوراً في
البصيرة، أن يساير المرء تجاه الريح،
ويمضي مع الوسطاء والشهود إلى حيث
أرادوا، وهكذا فتح العراق أبوابه،
وسلم ما لديه من وثائق، ووضع إرادته في
مساعدة لجان التفتيش، تفتش المكان
الذي تريد، في الوقت الذي تريد،
بالطريقة التي تريد !!
وجاءت
تقارير المفتشين، رغم ما يتعرضون له من
ضغوط، ويؤزون به من مفتريات، سلبية
واضحة فلا الواقع، ولا رؤية المفتشين،
أفادت بامتلاك العراق للكنز المخبوء
الذي يبحث عنه العم سام.
كانت
النتيجة الطبيعية لمثل هذا، أن ينسحب
المفتشون من العراق، بخجل، وأن يعتذر
العالم للعراق الحضارة والإنسان، عما
نزل به طوال ما يزيد على العقد من حصار
وجوع وموت.
إلا
أن منطق القوة الأعوج، سار في الاتجاه
المعاكس بعد أشهر من حملات التفتيش
اليومي، تكرر
النداء أنه على العراق أن يظهر ما لديه
منن أسلحة دمار شامل، أو أن يثبت أنه لا
يمتلكها !!
منطق بلا منطق، وغاية في المجافاة لما
قامت عليه قواعد التفكير العلمي منذ
وجد العلم والإنسان !
في
هذا السياق لا نلوم المعتدي المخطط
أصلاً للعدوان، المتذرع له على مرأى من
العالم ومسمع، بذرائع (الذئب على الحمل)
الذي يعكر عليه مورده في رأس النبع من
أسفله.
المأساة
الحقيقية، هي أن المبلغين لدروس
الحكمة من القادة والزعماء، الذين
طالما أكدوا على العراق، أن يتعاون
ليجنب نفسه مأساة حقيقية؛ يتحولون بعد
كل هذه النتائج، وفي أحسن أحوالهم، إلى
صفوف المتفرجين، ويتلقون منا الإشادة
والتقدير، لأنهم لن يشاركوا في ضرب
العراق..!!
بينما مقتضى الحق والرجولة والأصالة،
أن ينحاز العالم أجمع إلى صف المظلوم،
لتكون معركة حقيقية للأخذ على يد
الظالم.
16
/ 3 / 2003
|