صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الاثنين 08 - 09 - 2003م

 ـمركز الشرق العربي التعريف  |  دراسات  |  متابعاتقراءات  | هوامشرجال الشرق  |  من أرشيف الشرق | مشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | البحث في الموقع |ـ

.....

   

رؤية

برق الشرق

مقاومة شعب أو مقاومة أمة ؟!

سقط مشروع السلام، سقطت مدريد ومن ثم أوسلو ولحقت بها خارطة الطريق. ثم سقط محمود عباس الذي حاول جاهداً أن ينقذ ما يمكن إنقاذه من تلك الخرائط والاتفاقيات والمشاريع.. لم يبق على الساحة الفلسطينية والإقليمية إلا مشروع شارون، بعد أن أزاح البلدوزر الإسرائيلي من أمامه، كما عن جانبيه جميع القوى الصهيونية التي ظُن أن لديها القدرة على صنع السلام.

سقط مشروع السلام ولم يبق أمام الفلسطينيين والعرب أجمعين إلا أن يختاروا طريق المقاومة على صعوبته وتبعاته، وإما أن ينقادوا لكل نقطة وحرف يمليها شارون على القلم الأمريكي ومن ثم الأوروبي.

وأوربا التي تقنعت وتصنعت برهة من الوقت في لبسة زور من الاعتدال اجتاحتها هي الأخرى الإرادة الشارونية، فسقطت عند أقدام (شمشون) وانحازت إليه، ووضعت الفلسطينيين والعرب أمام بوابة واطئة للعبور إلى مستنقع الذلة بكل ما فيه من حمأة ونتن.

تؤكد جرأة شارون ومن وراءه على محاولة اغتيال الشيخ المجاهد أحمد ياسين، أن شارون لا يرى في هذا العالم سوى نفسه، وحق لشارون أن يعربد كما يشاء على الساحة الفلسطينية، وهو يلحظ الشلل يضرب الساحة العربية الشعبية والمدنية والرسمية. فلو علم من وراء شارون أنه حين يشير بإصبعه تجاه الطفل أو القائد أو البيت الفلسطيني تميد الأرض تحت أقدامه من (المحيط الهادر إلى الخليج الثائر !!!) لما سُمح له أن يقدم ولو على بعض ما يفعل.

ولو قيل للأوروبيين، الذين صنعوا محنة الشعب الفلسطيني وكرسوها، في أبشع مأساة إنسانية يشهدها القرن العشرون، ويتضاءل أمامها كل ما حصل لليهود في الهولوكوست وعلى أيدي النازيين، لو قيل لهم إن المقاومة الفلسطينية ليست مقاومة جماعة ولا منظمة ولا شعب معزول وأعزل وإنما هي مقاومة أمة تعد سدس سكان العالم لما جرؤوا على وصف المقاومة الفلسطينية وقياداتها بالإرهاب ولا نحنوا إجلالاً وإكباراً لها !!

جرأة الأوربيين على المقاومة الفلسطينية ما كانت لتكون لولا إفراد هذه المقاومة في أرض مكشوفة، والتخلي عنها إلا من بعض معسول الكلام، وكأنها ظاهرة منبتة لا تنتمي إلى هذه الأمة في عقيدة ولا في نسب ولا حاضر أو مستقبل. لو سمع الممسكون بالقرار الأوروبي صوت الأمة يجأر بتبني المقاومة والانتماء إليها، والدفاع عن حقوق المقاومين في التمسك بأرضهم وحماية مقدساتهم، وصون دمائهم التي يسفكها الجزار الصهيوني، ولو قيل للأوروبيين إن كل فرد في هذه الأمة هو من المقاومة وإليها لما فكر هؤلاء لحظة في وصم رجال المقاومة بالإرهاب.

رجال المقاومة هؤلاء هم معدن هذه الأمة وجوهرها، وهم أبناء فلسطين الأصيلون (منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً)، والإرهابيون الحقيقيون هم رجال العصابات وشذاذ الآفاق الذين اغتصبوا ديار الآخرين وطردوهم منها. إن إعلان الحرب العالمية على المقاومة الفلسطينية بأي صيغة وتحت أي شعار هو إعلان للحرب على هذه الأمة أجمع، هذا هو عنوان الحرب وهذا هو إطارها.

نستنكر الجريمة الآثمة ضد الشيخ أحمد ياسين وقادة المقاومة الفلسطينية. كما نستنكر القرار الأوروبي بوصف المقاومة الفلسطينية بالإرهاب، ونذكر الأوربيين بشكل خاص أن شارون وما تقترفه يداه هو سيئة واحدة من سيئاتهم في هذه المنطقة.

8 / 9 / 2003السابق

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  برق الشرق  
  بوارق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  بيانات وتصريحات  
  قراءات  
  شآميات  
 

 
 

اتصل بنا

 
   
   
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار  | تقارير حقوق الإنسان | ابحث في الموقع |ـ

| برق الشرق بوارق رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  |  بيانات وتصريحات  |  قراءات  | شآميات  |  ـ