صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الأحد 20 - 04 - 2003م

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |   ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع | كــتب | مجموعة الحوار | البحث في الموقع |ـ

.....

   

رؤية

برق الشرق

النظام السوري على مفترق الطرق

استطاع النظام السياسي في سورية منذ سقوط الاتحاد السوفييتي في أوائل التسعينات من القرن المنصرم، ومن ثم وفاة الرئيس حافظ الأسد، وثالثاً منذ أحداث 11/9/2001، أن يحافظ على نمطيته وأساليبه، وطرائق تعامله،حيث اتسمت سياسته الخارجية بالمراوغة  والزئبقية ،واعتمدت سياسته الداخلية على النظام الشمولي والحزب الواحد وسيطرة القوة.

احتلال الولايات المتحدة للعراق، وما يحمله للمنطقة من متغيرات، مع توجهها  للعالم العربي والإسلامي، وبالمقدمة إلى سوريا يفرض استحقاقات جديدة على المنطقة ،سيكون من الصعب تجاوزها أو تجاهلها. بعد العراق جاء دور سورية. والتهديدات الأمريكية لسورية تشير إلى أن هناك قائمة طويلة من الاستحقاقات على سورية أن تؤديها.

الأمريكيون يقولون: إن زمن ( لا ) عربية أو سورية قد انتهى. وكذا إن زمن المراوغة  قد انتهى. والمطلوب الأمريكي من سورية يمس السيادة الوطنية، ويهدد الأمن القومي، وينتقص من الكرامة الأرض.

يعلم النظام السوري يقيناً، أن حديث (القرايا لا ينفع في السرايا) وأن الادعاءات المفتوحة على الهواء لا تغني ساعة الجد شيئاً.ومن هنا كان الخيار الأجدى والأسهل على النظام  السوري، أن يسير مع الولايات المتحدة إلى حيث تريد. والولايات المتحدة ستقبل هذه المسايرة بامتنان، بغض النظر عن تجهيزات المسرح أو طرائق الإخراج ،التي قد يحتاج إليها النظام السوري ،لحفظ بعض ماء الوجه المتدثر بالعنفوان الوطني أو القومي.

قرارة التنازلات (الأمريكية ـ الصهيونية) من سورية لا قاع لها. وهي لن تتوقف عند الجولان أو لبنان أو العراق، وإنما ستمتد بعيداً لتحدد للإنسان السوري ما يقرأ وما يكتب،وما يزرع وما يأكل. وكل هذا لم يعد يخفى على أي مطلع أو مطالع عربي.

 سيجد النظام في سورية الخيار الأمريكي هو الأسهل عليه، والأكثر ضمانة لبقائه واستمراره. و يدرك النظام أن الولايات المتحدة معنية جيداً بعلاقات سورية بالكيان الصهيوني، وبأبعاد اتفاقيات السلام، وأنها لن تتوقف طويلاً عند ممارسات النظام على الصعيد الداخلي ،ولا عند ممارساته الشمولية التي تذهب بحقوق المواطن الانسانية والمدنية.نزلاء المطامير لا يعنون للولايات المتحدة أي شيء ،وكذلك القبور الجماعية التي اشار إليها الصحفي المطارد نزار نيوف.  

أما الخيار الثاني فأن يعتصم النظام السوري بالحكمة وحسن التأتي، وأن يعود إلى بناء الذات الوطنية ، وأن يفتح الباب للمشاركة العامة في صنع القرار ودعمه ،وأن يضع مشروعا وطنيا لمكافحة الفساد،والأخذ على ايدي المفسدين، وأن يضع الأسس لاستراتيجية مقاومة بعيدة المدى تصهر الدولة (الارض والانسان )في وحدة واحدة. لقد أثبتت التجربة أن المعركة في افقها القائم وبكل أبعادها: العسكرية والسياسية والاقتصادية هي معركة شعوب أكثر منها معركة أنظمة وجيوش. بل إن الاختلال البين في المعادلة العسكرية، يجعل من العبث التفكير بأي معركة عسكرية. إن موازنة القدرات العسكرية السورية،بمثيلتها العراقية سيظهر تفوقاً بيناً للقدرات العسكرية العراقية، ومع ذلك فقد كانت نتجة المعركة العسكرية محبطة للجميع.وهذه الحقيقة ليست مدعاة لليأس،بينما هي مدعاة لاقتناص العبر وتدارك الاخطاء.

خيار إعادة بناء القطر، هو الخيار الأصعب، وهو الخيار الأطول، ولكنه الخيار الأكرم والأسلم والألصق بخيار المواطنة الصالحة والمسئولية التي تشرف أصحابها.

إن التنازلات التي ستقدم للأمريكي لها أسماء معجمية كثيرة، لا تسر، ولا يفيد في هذا المقام، التذكير بها،كما لايفيد تسميتها بغير أسمائها، ولكن الالتفات إلى البناء الداخلي، ومخاطبة الضمير الوطني، لتوحيده وتوظيفه سيكون من معدن الحكمة ومتطلبات الرجولة والمسئولية.وسيجد الذين يلتفتون إلى الشعب قبل فوات الأوان، شعباً عفواً كريماً معطاء، جواداً في الأزمات.والادعاءات، لن تنفع حين يجد الجد. ودَرَك التنازلات التي بدأت تشير إليه المؤشرات لا قرارة له وهو والذلة في صفحات التاريخ على موعد.

20/04/2003السابق

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  الموقف  
  برق الشرق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  تراث  
  بيانات وتصريحات  
  بريد القراء  
  قراءات  
  شآميات  
 

 

  اتصل بنا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد ـالموقع | كــتب | مجموعة الحوار | ابحث في الموقع |ـ

| ـالموقف |  برق الشرق  | رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  | تراث  | بيانات وتصريحات |  بريد القراء |  قراءات  | شآميات  |  ـ