آخر تحديث يوم الثلاثاء 07 - 01 - 2003م

.....

بـرق الشـرق

وزارة المغتربين

العنوان المفقود في آفاق الغربة

شكلت وزارة المغتربين التي أحدثت بمرسوم تشريعي عام 2002 عبئاً إضافياً على دافع الضرائب السوري، وثقباً آخر من ثقوب التسرب المالي والانتفاع القائم على البلاء المنتشر في الوزارات جميعاً، والتي لا نريد أن نحرج أو نجرح بتسميتها.

عندما أمر رئيس الجمهورية بمرسوم رئاسي بإنشاء هذه الوزارة، اعتبرها المغتربون لفتة ذكية من الرئيس لإنشاء التواصل مع الجالية السورية على اختلاف شرائحها، بعيداً عن المؤسسة الروتينية التي غلب عليها الجانب الكالح في جميع الأبعاد. واستشرت إليها الأدواء التي يعاني منها المواطن السوري في مؤسسات الدولة جميعاً وليس في دائرة الجمارك فقط !!!

وزارة المغتربين: وزير وسيارة ومكتب وكرسي في دمشق. والمغترب السوري الذي يحمل الوطن في قلبه، ويقف شامخاً وسط الأعاصير الهوج في عالم أهوج يقول: لا لكل ما يمس وطنه من قريب أو بعيد، يتساءل عن عنوان الوزارة، أو عن ظلها الغائب عن الأنظار.

لوزارة المغتربين، لو أرادت أن تعمل، أجندة حافلة بالمتطلبات ينتظرها المغتربون. ولعل أول بند على جدول أعمالها تحديد دائرة عملها، بتحديد   الشرائح التي يصح عليها مصطلح الاغتراب، ومن ثم إعادة الاعتبار إلى الإنسان السوري بوصفه إنساناً أولاً، وإلى المواطن السوري بوصفه مواطناً ثانياً. ففي أجواء الغربة ومناخاتها يحتد إحساس الإنسان بإنسانيته وبمواطنته، فيكون الوطن وقضاياه معه في صباحه ومساه.

وزارة المغتربين بحاجة إلى أجندة عمل، يضعها السيد الوزير، يكون هدفها الأول، إعادة الفرع إلى أصله، واسترداد ما يمكن استرداده من مهاجرين أو مهجرين من طاقات حية مبدعة إلى مشروع الوطن التحرري والتنموي، ومن ثم يكون هدفها الثاني، إعادة التواصل مع المغتربين، وتذليل مصاعب الاغتراب التي يعيشون.

رسالة إلى وزارة مجهولة العنوان مغمورة الجهد، نرجو أن تصل.  

7 / 1 / 2003