برق
الشرق
بل
سطو مسلح
كانت
القفلة التي قفل بها السيد فاروق الشرع
وزير الخارجية السوري كلمته في مجلس
الأمن في 7 / 3 / 2003، قوية ومعبرة، وذلك
حينما تساءل أمام الجميع: هل المقصود
نزع أسلحة العراق أم هي عملية سطو مسلح
؟!
والتساؤل
على قوته ووجاهته ووقوعه في موقعه،
ينبغي أن يكون له ما بعده عند الأمة كما
عند القطر.
ذلك
أن لسان الحال الأمريكي معززاً
بأنصاره أجاب وبوضوح وبلا تلجلج، بل هو
سطو مسلح وتحت الشمس العربية، وفي قلب
بغداد العرب.. وإذا كان هذا هو الجواب،
فماذا نحن فاعلون؟
كثيراً
ما تُفهم تساؤلاتنا هذه، على أنها
محاولة للتثريب، أو الغمز واللمز، مع
أن الحقيقة التي نسعى إليها بالتذكير
بمقتضيات الموقف هي مواجهة الواقع،
والتصدي له، بسياسات عملية قوية تجعل
للقول القوي معناه ومغزاه.
لقد
كانت تقارير (بليكس والبرادعي) في هذه
الجولة أكثر وضوحاً وإنصافاً، وللحق
نقول، إن الرجلين كخبيرين قد أبرءا
ذمتيهما من أي حرب قد تشن على العراق
تحت ذرائع امتلاكه لأسلحة الدمار
الشامل. مما دفع وزير الخارجية
الأمريكي إلى أن يشكك في نزاهة
البرادعي بالذات بأسلوبه السياسي الذي
مرد على الالتواء.
أدار
(المناديب) الأمريكي والبريطاني
والأسباني بشكل خاص، ظهورهم للأمم
المتحدة، ولتقارير لجان التفتيش،
وانغمسوا في منطق معوج وعقيم يؤكدون
ضرورة السطو المسلح على العراق، وفي
وضح النهار.
إعجابنا
بالقول المسدد الذي صدر عن وزير
الخارجية الشرع، الذي تحدث باسم الأمة
العربية جمعاء، يعيدنا إلى السؤال:
وماذا بعد القول القوي ؟!
هل
يعقل أن تقف الأمة العربية والإسلامية
أجمع لتتفرج على العراق، إذا ما ضرب
غداً أو بعد غد ؟! أو هل ستكتفي هذه
الأمة بفتح حدودها لاستقبال اللاجئين،
ومستشفياتها، ربما، لاستقبال الجرحى
والمصابين ؟! وأن ترسل بعض مواد
الإغاثة للملهوفين ؟!
هل
حقاً سدت أبواب الفعل الإيجابي على
جميع مستوياته في وجه الأمة، وساد
ساحتها: العجز واليأس والجبن ؟
تساؤلاتنا
المشروعة هذه تنتظر فعلاً ناجزاً
يبدؤه قطر عربي من هنا ويسانده آخر من
هناك، على نحو ما فعل (الأخيار) من رجال
قريش يوم قاموا متعاونين بنقض الصحيفة
القاطعة الظالمة، حتى قال أبو جهل: هذا
أمر دبر بليل.
نحن
نعلم أن الممسكين بقرار الأمة،
وإمكاناتها هم أقدر على تقدير الموقف،
واتخاذ القرار الأسلم والأقوم، ولكننا
في الوقت نفسه نؤكد أن الاكتفاء بإطلاق
البيانات والخطب، ثم الركون إلى
النرجسية السلبية والعجز، لا يغني من
الحق شيئاً، وأن الفعل المنجز يحتاج
إلى إرادة قوية، وعزيمة صلبة.
ومن
هنا نعود لنقول: نعم يا سيادة الوزير،
إنه سطو مسلح في رائعة النهار، فماذا
نحن فاعلون ؟! ويظل الفعل دائماً هو
الأثقل في الميزان.
9
/ 3 / 2003
|