برق
الشرق
مسلمون
سنة وشيعة .. عرب وأكراد وأتراك
يذبحهم
فتى الكاوبوي
هل
تكون الأسلحة الأمريكية الذكية، أكثر
ذكاء من بعض بني جلدتنا وهي تصر على ألا
تفرق بيننا، وتصر على أن تحصدنا سواء،
خلاف ما ينظر بعضنا إلى بعض، فترانا
أشبه من الماء بالماء ؟!
هل
تكون الأسلحة الأمريكية الذكية أكثر
ذكاء من بعض بني جلدتنا، وهي تقتل في
بصرة الجنوب، وفي موصل الشمال، وفي
الوسط حول بغداد.. ذكاؤها يفرض عليها أن
تقتل المدني قبل العسكري لأنه قد يحمل
في ساعة السلاح، والطفل قبل غده لأنه
إن كبر حمل على الجيل الأمريكي الذي
يغذيه بوش بالحقد والكراهية والغطرسة
السلاح، وتقتل المرأة، لأنها الودود
الولود، التي مازالت تذكرها: بالزهراء
ونسيبة وخولة والخنساء.
كانت
صور المجازر الأولى التي أدمت قلوب
الأمة أجمع، صور سبعة وخمسين مسلماً،
من أحفاد صلاح الدين. كانوا عربون
الحرية التي يتقدم بها مصاصو الدماء.
ترى لو كان صلاح الدين حياً بين ظهراني
أحفاده هؤلاء، كيف سيكون منطقه وتصرفه
في هذه الحرب المجنونة الملعونة، التي
يزعم أحفاده اليوم أنهم في منأى عنها،
فتأبى إرادة الشر إلا أن تغمسهم فيها ؟!!
هل نحتاج أن نعود إلى التاريخ لنتساءل:
كم عمل صلاح الدين وهو الكردي السني،
في إطار الدولة (الفاطمية !!)، لصون مصر
وحمايتها من هجمات الصليبيين ؟! كان
صلاح الدين أذكى، وكان إدراكه
لانتمائه أوضح ؛ إنه ابن (الإسلام)
وأمام هذا الانتماء العلوي العظيم
تتساقط على أقدام العظماء كل العنعنات
والشنشنات...
فالصليبيون
ما جاءوا إلا حرباً على الإسلام،
وامتهاناً لأهله، وطمعاً في أرضه،
وهكذا عاش صلاح الدين ومن قبله آل
زنكي، ومن بعده القادمون من وسط آسيا
قطز وبيبرس وقلاوون مع الأمة، وعاشت
معهم، لحمة وسداة، فطلع الفجر في كبد
الظلام.
ودائماً
يبقى لأصحاب العقول الصغيرة، والنفوس
الصغيرة، متاريسهم الصغيرة، يتترسون
بها، وذرائعهم الصغيرة يتذرعون بها
ليتخلوا عن دورهم، ومكانتهم في نصرة
الأمة، أو الدفاع عن قضاياها.
ترى
هل كانت ذرائع أبي رغال ـ المرجوم قبره
حتى اليوم في المشاعرـ أكثر سوءاً من
ذرائع هؤلاء الخارجين على أمتهم، أو
المتفرجين على سكين العدو يقطع منها
الوتين.
عرب
وأكراد وأتراك سنة وشيعة، يذبحهم فتى
الكاوبوي لأنهم (مسلمون)، فقط لأنهم
مسلمون !! فهل يعي المذبوح علة الذبح
وغايته ؟! أم أن الانتماءات الصغيرة
تعمي البصر، وتذهب بالبصيرة.
يوم
أنشد سويلم اليهودي أناشيد (بُعاث) بين
الأوس والخزرج، كما يفعل بوش وشارون
اليوم، وأدها رسول الله صلى الله عليه
وسلم بقوله: أبدعوى الجاهلية وأنا بين
أظهركم، دعوها فإنها منتنة.
نعم،
يا أمة الإسلام دعوها فإنها منتنة.
25
/ 3 / 2003
|