آخر تحديث يوم الخميس 02 - 01 - 2003م

.....

نأسف نستنكر ... ولكن ماذا يجدي ؟!

ثلاثة أطباء أمريكيين في اليمن، جاؤوا ليمنحوا الشعب اليمني الأمل والصحة والقوة، وظفوا حيواتهم في إطار خدمة إنسانية مشروعة، ولن نتوقف في هذا السياق عند إطارها الأوسع، إذ تبقى الخدمة المباشرة لهؤلاء الأطباء هي الأصل. هؤلاء الأطباء الثلاثة، قتلتهم سياسات الإدارة الأمريكية، فهم لم يصلوا بالأمس إلى اليمن، ولا منذ عام أو عامين، فمستوصف / جبلة /  أو مستشفى / جبلة / حيث كانت عاصمة الملكة أروى الصليحية، قائم في اليمن منذ ما يزيد على عشرين عاماً، ولم يحدث أن طبيباً أو ممرضاً أو عاملاً لقي من الشعب اليمني غير المودة والامتنان.

الجديد في المعادلة اليمنية، هو هذا التدخل الأمريكي الشائن، فالذي قتل الأطباء في جبلة، هو الذي أغار على سيارة مدنية في مأرب فاغتال ركابها تحت ذرائع لن يعدم مثلها مرتكب الفعلة النكراء في جبلة، إذا أعطي التغطية الإعلامية، وأتيح له حسب التعابير الديمقراطية أن يدافع عن نفسه مثله مثل الرئيس بوش.

إذا أعلينا الحياة الإنسانية كقيمة، واعتبرنا القانون السماوي: التوراتي القرآني (.. من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفي أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً..)، وإذا جردنا الحياة من الهوية القومية أو الدينية، وعصمناها مطلقاً، وقدسناها مطلقاً ؛ فإننا سنخلص إلى نتيجة أن الفاعل الأول في العالم اليوم هو الرئيس بوش وإدارته. سنتوقف عن الحديث عن / أمريكا / أو الولايات المتحدة، لأننا نظن أن غالبية الشعب الأمريكي، لو أتيح لها أن تسمع إلى رأينا كما تسمع إلى الرئيس بوش، فإنها ستكون معنا، ومادام الرئيس بوش مصراً على أن يكون فعله دموياً ومتغطرساً وفوقياً، فإنه لن يعدم ردود فعل متناثرة هنا وهناك تكون من جنس فعله، وإن لم يمكن أن تكون مكافأة له في الكم والكيف.

نحن نصر على استنكار كل فعل دموي متغطرس وفوقي. نعم نأسف، ونستنكر، ولكن ماذا ينفع الأسف والاستنكار؟!

ويبقى لنا أن نوجه رسالة عزاء إلى الشعب الأمريكي، وإلى ذوي الضحايا في الولايات المتحدة. عزاء الإنسان لأخيه الإنسان فيما يؤلم ويسوء.

منتظرين من العقلاء في الولايات المتحدة أن يشاركونا الموقف في وضع حد لمسلسل القتل هذا فهم وحدهم القادرون على فعل ذلك ولتكن حياة الإنسان قيمة عليا ( ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً ).